عراقيل كثيرة يضعها الحوثيون لمنع تفويج حجاج اليمن.. محاولات للتسييس والتربح
تواجه اليمن عراقيل جديدة في أداء فريضة الحج، حيث يهدد الحوثيون بحرمان آلاف اليمنيين الحجاج في مناطق سيطرتهم من أداء هذه الفريضة العظيمة. تمثل هذه العقبات تحديًا إضافيًا لليمنيين الراغبين في أداء الحج، وتكشف عن استخدام مليشيات الحوثي للدين كغطاء لأجندتها السياسية والمالية.
فقد فرضت مليشيات الحوثي على وكالات الحج في مناطق سيطرتها شمال اليمن تحصيل رسوم تذاكر الطيران المخصصة لنقل الحجاج من مطار صنعاء إلى الأراضي المقدسة عبر حسابات بنكية تخضع لسيطرتها، بهدف الاستفادة المالية والابتزاز. يأتي هذا التصعيد في إطار سعي المليشيات لتحقيق مكاسب مالية من الضيوف الذين يسعون إلى أداء مناسك الحج.
وقد تجاوزت ممارسات المليشيات حدود الابتزاز المالي، إذ قامت بتوجيه اعتقالات لملاك وكالات الحج والعمرة في مناطق سيطرتها، وحاولت بالقوة تنظيم اجتماعات مع هؤلاء الأشخاص، وذلك بهدف استغلال هذه الفعالية الدينية لأغراض سياسية.
تلك الممارسات تبرز استغلالًا سافرًا للدين في خدمة أجندة سياسية، وتجاوزًا لحقوق اليمنيين في أداء فريضة الحج بكرامة وسلام. فهي تعكس عدم احترام المليشيات الحوثية لقيم الإنسانية والدينية، وتجعل من الحجز على حرية المسلمين في أداء فريضتهم منتهكًا لحقوق الإنسان الأساسية.
يتعين على المجتمع الدولي والمؤسسات الإنسانية التدخل العاجل لمواجهة هذه الممارسات القمعية، وضمان حق اليمنيين في أداء فريضة الحج بحرية وكرامة. كما يجب على المجتمع الدولي الضغط على مليشيات الحوثي لوقف تلك الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان وتحقيق العدالة والمساءلة.
عبث وتسييس
اتهمت الحكومة اليمنية، الأربعاء، مليشيات الحوثي بمحاولة تسييس رحلات الحجاج اليمنيين وتحويلها إلى المتاجرة والتربح، ووصفت اجراءات المليشيات بـ”العبثية”.
وقال وزير الأوقاف والإرشاد في الحكومة اليمنية محمد شبيبة إن مليشيات الحوثي تواصل “ممارساتها التعسفية ضد حجاج بلادنا القاصدين بيت الله الحرام وتقوم بفرض إجراءات عبثية وعراقيل كثيرة بهدف ابتزاز وكالات الحج والعمرة الواقعة تحت سيطرتها ونهب أموال الحجاج”.
وفيما أشار إلى أن الاجراءات الحوثية تهدد بحرمان الآلاف من أداء شعيرة الحج وزيارة الحرمين، أوضح أن آخر هذه التعسفات تمثلت بـ”محاولة عرقلة توريد رسوم تذاكر الطيران الخاصة بضيوف الرحمن القادمين جوا من مطار صنعاء الدولي وحجزها والسطو عليها”.
كما قامت مليشيات الحوثي “باعتقال البعض من موظفي وكالات الحج والعمرة وتهديدهم بإغلاق منشآتهم ومنعهم من ممارسة أعمالهم والقيام بمهامهم تجاه ضيوف الرحمن”، وفقا للمسؤول اليمني.
وأكد شبيبة أن المليشيات الحوثية “اعتادت على أفعالها المشينة وقيامها باستثمار كل شيء، ومحاولة تسييس رحلة حجاج بلادنا وتحويلها إلى متاجرة وتَرَبُح غير مبالية بقداسة الشعيرة ووجوب إكرام ضيوف البيت وتسهيل سفرهم”.
أزمة حادة
وكانت وزارة الأوقاف والإرشاد اليمنية وقعت قبل أيام مع إدارة الخطوط الجوية اليمنية في عدن اتفاقية تُلزم وكالات الحج بتوريد رسوم تذاكر الحجاج إلى حساب مصرفي مؤقت في بنك القطيبي في عدن.
لكن مليشيات الحوثي استغلت سيطرتها على مكتب الخطوط الجوية اليمنية في صنعاء ووجهت وكلاء الحج والعمرة بتوريد رسوم تذاكر الحجاج إلى حسابات في البنوك المنتشرة في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
وتشير مصادر إعلامية إلى أن هذه الأزمة الحادة تهدد بتعطيل موسم الحج وقد يؤدي إلى انسحاب الآلاف من الحجاج مع تفاقم الوضع بشكل خطير.
وهناك نحو 12,400 حاج وحاجة منهم نحو 6 آلاف في مناطق الانقلابيين وكان من المتوقع نقلهم برحلات جوية مباشرة من 5 مطارات هي عدن وسيئون والريان والغيضة وصنعاء، إلى الأراضي المقدسة، بدلا من تحملهم مشقة وعناء السفر الطويل، بسبب استمرار مليشيات الحوثي بإغلاق الطرقات بين المحافظات”، وفقا للحكومة اليمنية.