اختبارات القبول في المدارس الخاصة: ضغوط على أولياء الأمور أم ضرورة تعليمية؟
في الوقت الذي انشغل فيه الطلبة بامتحانات نهاية العام الدراسي الجاري 2023-2024، تواصل شريحة كبيرة من أولياء الأمور مساعيها لحجز مقاعد دراسية لأبنائهم في المدارس الخاصة للعام الدراسي المقبل 2024-2025، خاصة بعد إغلاق باب التسجيل في المدارس الحكومية.
رسوم اختبارات القبول: تحدي جديد لأولياء الأمور
رصدت صحيفة «الخليج» ظاهرة ما يسمى بـ«اختبارات القبول» أو اختبارات تحديد المستوى في المدارس الخاصة، التي يراها أولياء الأمور مجحفة وتعد أحد مصادر الربح السنوية للمدارس. تفرض هذه الاختبارات على أولياء الأمور دفع رسوم تراوح بين 600 و1100 درهم للطالب الواحد، وتكون غير مستردة، مما يزيد من الأعباء المالية عليهم. وصف أولياء الأمور هذه الاختبارات بأنها تعجيزية، تهدف لإجبارهم على إعادة الاختبار برسوم جديدة.
الآراء التربوية: انتقادات واقتراحات
يعارض عدد من التربويين، منهم الدكتور حمد العضابي، نائب مدير جامعة أبوظبي، هذه الاختبارات، خاصة عندما تفرض على أطفال الروضة. يعتبرون أن تأثير هذه التقنيات يعتمد على التوجيه والتدريب الذي يحصل عليه الطلبة. يشددون على ضرورة تدريب الطلبة على الاستخدام المفيد للتكنولوجيا مع الحفاظ على النزاهة العلمية والأخلاقية.
ردود المدارس: دفاع ومبررات
أشارت إدارات بعض المدارس، مثل الدكتور فارس الجبور وخلود فهمي، إلى أنهم يركزون على قياس مستوى الطلاب الجدد من خلال اختبارات تلائم كل مرحلة دراسية، دون فرض رسوم على أولياء الأمور. في المقابل، هناك مدارس تفرض رسومًا مبررة بأنها لتغطية تكاليف إعداد الاختبارات والموارد البشرية اللازمة لإجرائها.
دعوة للرقابة وتوحيد الرسوم
أجمع الخبراء وأولياء الأمور على ضرورة وجود جهة رقابية لفحص محتوى الاختبارات واعتمادها، بالإضافة إلى توحيد الرسوم لضمان عدم تلاعب المدارس بأولياء الأمور. اقترحت الخبيرة التربوية آمنة المازمي تشكيل فرق رقابية لمتابعة واعتماد الاختبارات ورسومها من الجهات المعنية.
تساؤلات مستقبلية
يطرح هذا التحقيق تساؤلات حول مصير الطلبة المتواضعي المستوى الدراسي، بعد فرض معظم المدارس الخاصة شروطًا للتميز. هل سنشهد في المستقبل مدارس خاصة لهذه الفئة التي لا تقبلها المدارس المتميزة ولا الضعيفة؟