اتفاق أمريكي-عراقي على انسحاب القوات الأجنبية بحلول 2026: تقليص الوجود العسكري بعد عقدين
في إطار الجهود المستمرة لتقليص الالتزام العسكري الأمريكي الممتد لأكثر من عقدين، توصلت الولايات المتحدة والعراق إلى اتفاق يقضي بانسحاب القوات الأمريكية والأجنبية الأخرى من العراق بحلول نهاية عام 2026. وبحسب تقرير لصحيفة “وول ستريت جورنال”، من المقرر أن تبدأ عمليات الانسحاب في سبتمبر المقبل، حيث ستغادر مئات من القوات المتمركزة في بغداد والمناطق الغربية من البلاد. كما سيتم تنفيذ الانسحاب من مدينة أربيل بشمال العراق بحلول نهاية العام التالي.
أكد مسؤول أمريكي رفيع المستوى أن الخطة قد اكتملت تقريبًا، لكن بعض التفاصيل لا تزال قيد التفاوض مع شركاء التحالف. من المتوقع الإعلان عن الاتفاق خلال الأسبوع المقبل، بعد استكمال المشاورات النهائية.
بقاء قوة استشارية بعد 2026
على الرغم من هذا الانسحاب، يُتوقع أن تبقي الولايات المتحدة على قوة صغيرة بصفة استشارية ودعم لوجستي في العراق، بهدف تقديم الدعم لقواتها المتمركزة في سوريا، وذلك بموجب اتفاقية أمنية جديدة مع بغداد. في الوقت الحالي، تواصل الولايات المتحدة الاحتفاظ بنحو 2500 جندي في العراق و900 جندي في سوريا، وذلك لضمان عدم عودة تنظيم داعش، الذي تمت هزيمته في العراق وسوريا عام 2019.
مرونة في التنفيذ
منذ تولي رئيس الوزراء العراقي محمد السوداني منصبه في عام 2022، دعا إلى إنهاء التحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة. إلا أنه أبدى مرونة في الإبقاء على عدد محدود من القوات الأمريكية لتقديم المشورة والدعم، وهو أمر تدعمه بعض القيادات العسكرية العراقية.
تحديات المرحلة المقبلة
تسمح خطة الانسحاب للعراق بإعلان إنهاء التحالف مع القوات الأجنبية، لكنها في نفس الوقت تتيح للولايات المتحدة الحفاظ على وجود استراتيجي صغير لدعم العمليات العسكرية في سوريا. ومع انسحاب معظم القوات الأمريكية، قد تحتاج القوات العراقية إلى تحمل مزيد من المسؤوليات الأمنية دون الدعم المباشر من المستشارين الأمريكيين وقوات العمليات الخاصة.
ورغم هذه الخطوات، لا تزال هناك تساؤلات حول مدى قدرة القوات العراقية على مواجهة التحديات الأمنية دون الدعم الجوي الأمريكي، خاصة في ظل استمرار تهديد تنظيم داعش.
دعم أمريكي مستمر ضد داعش
تأتي هذه التطورات بينما تستمر العمليات المشتركة بين القوات الأمريكية والعراقية ضد خلايا تنظيم داعش النائمة. ففي أغسطس/آب الماضي، قُتل 15 مسلحًا من التنظيم في عملية مشتركة في غرب العراق، وهي إحدى أكبر العمليات العسكرية ضد التنظيم في العام الماضي. كما نفذت الولايات المتحدة بالتعاون مع القوات المحلية في سوريا عمليات نوعية أسفرت عن اعتقال قيادي بارز في التنظيم.
انتقادات سياسية
على الجانب الآخر، أثارت الصفقة انتقادات من بعض السياسيين الأمريكيين. فقد أعرب مايك روجرز، رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب، عن مخاوفه من أن الانسحاب قد يتيح لـ إيران وتنظيم داعش توسيع نفوذهما في العراق. وأوضح روجرز عبر وسائل التواصل الاجتماعي: “الانسحاب بهذا الشكل قد يهدد الأمن القومي الأمريكي”.
مرحلة جديدة من التعاون
يجري المسؤولون العراقيون والأمريكيون محادثات منذ عدة أشهر ضمن اللجنة العسكرية المشتركة للوصول إلى هذا الاتفاق، الذي من شأنه نقل العلاقات بين البلدين إلى مرحلة جديدة من التعاون الثنائي. ووفقًا لمستشار رئيس الوزراء العراقي، فرهاد علاء الدين، فإن هذا الاتفاق يشمل جوانب أوسع من التعاون تتخطى المجال العسكري والأمني إلى قطاعات أخرى.
يأتي الإعلان المتوقع عن الاتفاق كجزء من جهود إدارة الرئيس جو بايدن لمراجعة التزامات الولايات المتحدة الخارجية قبل انتهاء ولايته في يناير/كانون الثاني المقبل.
4o