سياسة

فرنسا تواجه مأزقًا سياسيًا بعد أولمبياد باريس: ماكرون في حاجة ماسة لتعيين رئيس وزراء جديد

مع انتهاء أولمبياد باريس، تعود فرنسا مجددًا إلى مأزقها السياسي الذي كانت تعاني منه قبل أسبوعين، حيث تبرز أولوية تعيين رئيس وزراء جديد. وعلى الرغم من الأجواء الاحتفالية التي رافقت تنظيم الألعاب الأولمبية، إلا أن الرئيس إيمانويل ماكرون يواجه تحديات سياسية كبيرة.

خلال الأولمبياد، استقبلت فرنسا العالم بحفاوة، وحصد رياضيها مجموعة من الميداليات، مما جعل هذه الفترة تبدو استثناءً في بلد يميل عادةً إلى التشاؤم. وقد كتبت صحيفة «وول ستريت جورنال» ساخرة: “أكبر مفاجأة في دورة باريس للألعاب الأولمبية: حتى الفرنسيون لم يجدوا مأخذاً”.

الآن، يتعين على ماكرون استخلاص الدروس من الانتخابات التشريعية التي أُجريت في أواخر يونيو ومطلع يوليو، وأسفرت عن ثلاث كتل سياسية دون أغلبية واضحة: تحالف يساري تحت اسم «الجبهة الوطنية الجديدة»، والكتلة الماكرونية المتحالفة مع اليمين الجمهوري، والتجمع الوطني اليميني المتطرف.

رغم استمرار حكومة غابريال أتال لتصريف الأعمال، من المتوقع أن تُطالب الأوساط السياسية ماكرون بتنفيذ وعده بتكليف رئيس وزراء لتشكيل حكومة جديدة بحلول منتصف أغسطس، قبل افتتاح دورة الألعاب البارالمبية.

قال الخبير السياسي ستيفان روزيس: “في بلد مثل فرنسا يشهد شرخًا، الرياضة تقليد يسمح للأمة بأن تجد نفسها دون وساطة سياسية”، محذرًا من أن الواقع سيظهر سريعًا بعد انتهاء الاحتفالات.

قبل الأولمبياد، طرح اليسار اسم لوسي كاستيه لتولي رئاسة الحكومة، لكن ماكرون اعتبر أن الجمعية الوطنية لن تتأخر في الإطاحة بها. يسعى ماكرون حاليًا لتشكيل أغلبية قوية حول الكتلة الوسطية، محاولًا ضم الاشتراكيين، بينما يتهمه خصومه برفض حكم صناديق الاقتراع.

أُرجئ اجتماع مجلس الوزراء الذي كان مقررًا، وعلق أحد أعضاء الحكومة بأن “من يقول إنه لديه أصداء، فهو إما كاذب أو متوهم”. ومع ذلك، لا يمكن أن تستمر فترة “التفكير” هذه طويلاً، خاصة مع اقتراب موعد إقرار الموازنة في سبتمبر.

تُطرح أسماء وزراء سابقين من اليمين واليسار لتولي المنصب، لكن فرنسا لم تنجح في التعامل مع ائتلافات برلمانية هشة، مما يتطلب من رئيس الحكومة المقبل أن يتمتع بخبرة سياسية وهيبة معنوية لجمع فريق متماسك.

على الرغم من أن ماكرون تمكن لفترة قصيرة من الخروج من المأزق السياسي، إلا أن المراقبين يرون أنه سيضطر قريبًا لمواجهة الواقع الناتج عن أسوأ قرار اتخذه خلال ولايتيه الرئاسيتين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى