“عالم جديد على بطاقات الاقتراع: الانتخابات الحاسمة التي تنتظر العالم في أوروبا وآسيا”
في أقل من أسبوع، سيقف العالم على أطراف أصابعه، مراقبًا مشهدًا سياسيًا متغيرًا على بطاقات الاقتراع في ثلاث قارات. فبينما تشتعل الحرب في أوكرانيا بين القوى النووية، وتهدد الصراعات في الشرق الأوسط باحتراق المنطقة برمتها، تترسم ملامح عالم جديد عبر استحقاقات انتخابية حاسمة في بريطانيا وفرنسا وإيران وموريتانيا.
في إيران، يخوض الناخبون انتخابات رئاسية بعد وفاة الرئيس السابق إبراهيم رئيسي، وتهيمن القائمة النهائية للمرشحين على التيار المحافظ في ظل تصاعد التوترات الإقليمية المحيطة. وفي موريتانيا، تجري الانتخابات الرئاسية في ظل منافسة بين المعارضة والموالاة، وسط غياب شخصيات تكنوقراطية ومستقلة، حيث يُعتبر الرئيس الحالي محمد ولد الغزواني المرشح الأوفر حظًا للفوز بولاية ثانية.
أما في أوروبا، فتستحوذ البلدان الكبرى على اثنين من الاستحقاقات الحاسمة، إذ تشهد فرنسا وبريطانيا انتخابات فارقة. ففي فرنسا، يثير شبح تشكيل أول حكومة يمينية متطرفة في تاريخها قلقًا داخليًا وخارجيًا قبل دورة الألعاب الأولمبية في 2024، مع احتمال هيمنة ثلاثة أقطاب متباينة على الجمعية الوطنية لمدة عام على الأقل.
وفي بريطانيا، تتوقع استطلاعات الرأي هزيمة غير مسبوقة للمحافظين وفوزًا كبيرًا لحزب العمال بقيادة كير ستارمر، ما يؤدي إلى تغيير جذري في الحكومة البريطانية بعد 14 عامًا من حكم المحافظين. وقد فجّر رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك مفاجأة في أواخر آذار/مارس بالاستقالة من منصبه، مما أعاد تشكيل المشهد السياسي في المملكة المتحدة قبيل الانتخابات.
وتأتي هذه الاستحقاقات الانتخابية الحاسمة في ظل بيئة دولية متوترة، حيث تشكل الحرب في أوكرانيا والصراعات في الشرق الأوسط خلفية لهذه التطورات السياسية المتوقعة. فالنتائج المرتقبة ستؤثر بعمق على التوازنات الجيوسياسية العالمية، ما يُبقي العالم على أطراف أصابعه في انتظار ما ستسفر عنه هذه الاستحقاقات الانتخابية.