الأوساط الأمنية في إسرائيل ترحب بحل مجلس الحرب: الكفاءة مقابل العدد في إدارة الأزمات
تعتقد الأوساط الأمنية في إسرائيل أن قرار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بحل مجلس الحرب هو خطوة في الاتجاه الصحيح، إذ جنبهم التعامل مع وجوه غير مرغوب بها. أعلن نتنياهو حل حكومة الحرب التي تشكلت في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بعد انسحاب الرجلين القويين في حزب “الوحدة الوطنية” بيني غانتس وغادي آيزنكوت من الحكومة.
تشكيل مجلس الحرب:
تأسست حكومة الحرب لتضم نتنياهو، ووزير الدفاع يوآف غالانت، ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، إلى جانب غانتس وآيزنكوت، بهدف التأثير على مجرى الحرب وضمان عدم تسريب المعلومات الحساسة. ضمت الحكومة رجالا عسكريين بالأساس، مما أكسبها احترام دول عديدة، خاصة الولايات المتحدة الأمريكية.
الأسباب وراء حل مجلس الحرب:
- تسريبات الإعلام: واجهت الحكومة الموسعة والمجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية “الكابينت” مشكلات التسريب، حيث يتهم وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش بالتسريب إلى وسائل الإعلام.
- خلافات داخلية: تسببت الخلافات بين نتنياهو ووزير الدفاع غالانت في اتخاذ قرار حل حكومة الحرب. كما أن انسحاب غانتس وآيزنكوت جعل نتنياهو يفكر في إعادة تنظيم الإطار الذي يتخذ فيه القرارات العسكرية.
معضلة بن غفير:
انضمام بن غفير إلى حكومة الحرب كان يمثل كابوسًا للأجهزة الأمنية الإسرائيلية، حيث أعرب مسؤول أمني كبير عن استحالة الموافقة على ضم بن غفير إلى الحكومة الصغيرة نظرًا لعدم مسؤوليته وخطورة تسريبه للمعلومات الحساسة.
المطبخ الصغير:
بدلاً من حكومة الحرب، قرر نتنياهو الاعتماد على “المطبخ الصغير” لإجراء المشاورات الحساسة. يضم هذا المنتدى وزير الدفاع غالانت، ووزير الشؤون الاستراتيجية ديرمر، وزعيم “شاس” آرييه درعي، ورئيس مجلس الأمن القومي تساحي هنغبي.
التقييم الأمريكي:
بعد استقالة غانتس، ضغط الأمريكيون على نتنياهو لعدم حل حكومة الحرب، معتبرين أنها هيئة أكثر اعتدالاً. إلا أن نتنياهو قرر في النهاية حلها لتجنب الصراعات مع شركاء الائتلاف مثل بن غفير وسموتريتش.
الكفاءة مقابل العدد:
مثلّت حكومة الحرب منتدى يتمتع بالكفاءة نظرًا لخلفية أعضائه العسكرية، بينما تضم “الكابينت” والحكومة الموسعة العشرات من الأعضاء، بمن فيهم بن غفير وسموتريتش. على الرغم من الكفاءة العالية لحكومة الحرب، كانت قراراتها النهائية تُترك لـ “الكابينت” والحكومة الموسعة، مما جعل استمرارها غير ضروري في ظل التحديات الداخلية.
الخلاصة:
حل حكومة الحرب كان خطوة استراتيجية من نتنياهو لإعادة تنظيم طريقة اتخاذ القرارات العسكرية والأمنية في إسرائيل، مع الحفاظ على كفاءة العمليات ومنع التسريبات التي تهدد الأمن القومي. يعتبر “المطبخ الصغير” بديلاً مناسبًا لإجراء المشاورات الحساسة، مما يضمن استمرارية العمل بفعالية وكفاءة في إدارة الأزمات.