تجسد قصة فيرنون دي ماركو، لاعب منتخب سلوفاكيا في يورو 2024، مسارًا استثنائيًا من الصعاب إلى النجاح.
بدأ دي ماركو مشواره في عالم كرة القدم بصعوبات كثيرة، قبل أن يجد نفسه في نادي حتا الإماراتي قبل عام واحد فقط.
يُعتبر دي ماركو جزءًا من التشكيلة السلوفاكية التي تُشارك في يورو 2024، المقام حاليًا في ألمانيا، حيث سيواجه منتخب بلاده بلجيكا في أولى مبارياتهم بالمجموعة الخامسة، إلى جانب رومانيا وأوكرانيا.
ولد دي ماركو في 18 نوفمبر 1992 في روساريو، الأرجنتين، نفس مدينة ميلاد الأسطورة ليونيل ميسي.
بدأ دي ماركو مسيرته في عام 2011 مع فريق كونستانسيا في الدوري الإسباني الرابع، قبل أن ينتقل إلى زمبلين في الدوري السلوفاكي الثاني صيف عام 2012، حيث ساهم في 7 أهداف خلال موسم 2014-2015 وقاد فريقه للصعود إلى الدوري الأول.
انتقل بعدها إلى ليغ بوزنان البولندي في صيف 2017 على سبيل الإعارة لموسم واحد، قبل أن يعود وينضم إلى حتا الإماراتي في عام 2023.
قصة دي ماركو تعكس التحديات والنجاحات التي مر بها على مدار مسيرته الاحترافية، وتبرز قدرته على التأقلم وتحقيق النجاح في أماكن جديدة وظروف مختلفة.
وبعد رحيله عن الفريق الذي انطلق منه البولندي روبرت ليفاندوفسكي مهاجم برشلونة الإسباني الحالي وبايرن ميونخ الألماني السابق، انضم إلى حتا الإماراتي في 2023.
الانتماء الدولي
لم يحصل اللاعب المولود في الأرجنتين على الجنسية السلوفاكية إلا في مايو/ أيار 2021 قبل شهر من انطلاق النسخة الفائتة من اليورو.
وانضم إلى دي ماركو قائمة سلوفاكيا المبدئية ليورو 2020، لكن مباراته الدولية الأولى جاءت ضد مالطا في تصفيات كأس العالم 2022 وحسمتها بلاده بالفوز 6-0 في 14 نوفمبر 2021 وسجل خلالها هدفه الدولي الوحيد.
العمل كنادل
رحلة دي ماركو الشخصية كانت مثيرة، حيث إن عائلته هربت من الأرجنتين في عام 2001 بعد “الكوراليتو”، وهي التدابير الاقتصادية التي اتخذتها الأرجنتين في تلك السنة، مما أثر سلبياً على أوضاع المواطنين في البلاد.
ويشير دي ماركو إلى أن الوضع في إسبانيا وتحديداً مايوركا لم يكن جيداً حيث إنه كان يجني فقط 225 يورو شهرياً حين كان لاعباً في كونستانسيا، لم تكن كافية له على الإطلاق.
وهنا قرر دي ماركو العمل كنادل، حيق قال: “أردت أن أعيش بمفردي، وعملت كنادل في فندق، بل إنني فكرت في ترك كرة القدم”.
لكن حدث ما غير حياة اللاعب تماماً: “كان يوم أربعاء في الحادية عشرة مساء، كنت في السينما مع صديقي واتصل بي ممثل فريق في القسم الثاني السلوفاكي، وأخذت خريطة لأعرف أين تقع سلوفاكيا، وهنا انتقل إلى زمبلين ولم يكن يدري أنه سيدافع عن ألوانها في يورو 2024.
وعن هدفه الدولي الأول قال: “كانت لحظة لا تصدق، بعد الهدف لم أصدق نفسي، ظننت أنني أحلم.. سعدت بالفوز وبظهوري الأول مع المنتخب، لقد حلمت كثيراً بتلك اللحظة وها هي قد جاءت”.
وعن مشاركته في يورو 2024 قال: “لقد مررت بأوقات صعبة، وشرف لي بعد كل ما واجههته أن أصل إلى هنا”.