الهجمات الحوثية تهدد الملاحة في خليج عدن والبحر الأحمر وسط تصعيد مستمر

أعلنت مليشيات الحوثي، الخميس، مسؤوليتها عن مهاجمة ثلاث سفن تجارية بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة، فيما أكد الجيش الأمريكي إصابة بحار للمرة الثانية جراء هجمات الحوثي.

وقالت القيادة المركزية الأمريكية في بيان، إن مليشيات الحوثي أطلقت صاروخين كروز مضادين للسفن على سفينة “أم في فيربينا” في خليج عدن، ما أدى إلى وقوع أضرار وحرائق على متنها. وأكد البيان أن “الصاروخين أصابا ناقلة البضائع الضخمة المملوكة لأوكرانيا والتي ترفع علم بالاو وتديرها بولندا، وكانت في طريقها من ماليزيا إلى إيطاليا حاملة مواد بناء خشبية، ما تسبب بإصابة بحار مدني بجروح خطيرة خلال هذا الهجوم”. وأضاف البيان أن “طائرة من طراز (سي جي 58) تابعة للمدمرة الأمريكية يو إس إس فلبين سي قامت بإجلاء البحار المصاب إلى سفينة قوة شريكة قريبة لتلقي الرعاية الطبية”.

هذه هي المرة الثانية التي يسقط فيها ضحايا مدنيين إثر هجمات مليشيات الحوثي على سفن الشحن، حيث تسبب هجوم على سفينة “ترو كونفيدانس” في 22 مارس/آذار الماضي في سقوط عدد من القتلى والجرحى من البحارة، وغرقت ناقلة “روبيمار” إثر هجوم في 18 فبراير/شباط.

واعتبر الجيش الأمريكي هذه الهجمات سلوكًا متهورًا ومستمرًا من قبل الحوثيين المدعومين من إيران، مشيراً إلى أنها تهدد الاستقرار الإقليمي وتعرض حياة البحارة في البحر الأحمر وخليج عدن للخطر. وأضاف: “يدعي الحوثيون أنهم يتصرفون نيابة عن الفلسطينيين في غزة، ومع ذلك فهم يستهدفون حياة مواطني دول لا علاقة لهم بالنزاع في غزة”، مشيرًا إلى أن تهديد الحوثي لإمكانية العبور الآمن “يجعل من الصعب تقديم المساعدة الحيوية لشعب اليمن وكذلك لقطاع غزة”.

تعهد الجيش الأمريكي بمواصلة العمل مع الشركاء لمحاسبة مليشيات الحوثي وتقويض قدراتها العسكرية. وفي السياق، أقرت مليشيات الحوثي بمهاجمة سفينة “فيربينا” في “البحر العربي”، بالإضافة إلى سفينتين أخريين تم استهدافهما بصواريخ باليستية وطائرات مسيرة في البحر الأحمر.

وزعم ناطق مليشيات الحوثي العسكري يحيى سريع أن الهجمات على سفينة “فيربينا”، وناقلة “سي جارديان”، وسفينة “أثينا” حققت “إصابات مباشرة”، وأدى الهجوم على “فيربينا” إلى اشتعال حريق فيها.

كان زعيم مليشيات الحوثي قد أكد في خطاب مرئي أن الهجمات على سفن الشحن بلغت 145 سفينة مدنية مستهدفة منذ بدء العمليات البحرية في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بزعم نصرة غزة.

وفي وقت سابق، الخميس، صرح مصدر مسؤول في قوات خفر السواحل اليمنية، مفضلًا عدم ذكر اسمه، لـ”العين الإخبارية”، أن “سفينتين تجاريتين تعرضتا لهجومين منفصلين نفذته مليشيات الحوثي في البحر الأحمر والمحيط الهندي”. وأوضح أن “صاروخًا أطلقه الحوثيون أصاب سفينة فيربينا عندما كانت تبحر على مسافة 129 ميلًا بحريًا شرق عدن، فيما تعرضت سفينة تجارية أخرى لهجوم حوثي آخر عند 82 ميلًا شمال غرب الحديدة”.

تأتي هذه الهجمات الحوثية على السفينتين غداة إعلان الحوثيين عن استهداف سفينة “إم في تيوتر” التي ترفع العلم الليبيري وتمتلكها وتديرها اليونان، بقارب مفخخ قبالة محافظة الحديدة، مما أدى إلى تسرب المياه إلى غرفة المحرك وباتت مهددة بالغرق مع طاقمها البالغ عددهم 22 بحارًا.

تستهدف المليشيات المدعومة من إيران سفن الشحن منذ نحو 8 أشهر، وتشن هجمات باتجاه إسرائيل بزعم التضامن مع غزة، فيما ترد الولايات المتحدة منذ يناير/كانون الثاني بسلسلة من الضربات الانتقامية على مواقع الحوثيين لحماية الملاحة.