في مشهد مأساوي يُعكر صفو استقرار السودان الهش، وصل أنين مئات الآلاف من المدنيين المحاصرين في مدينة الفاشر بإقليم دارفور الشاسع غرب البلاد إلى مجلس الأمن الدولي، وسط اشتباكات عنيفة متواصلة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في المنطقة.
ويسعى مجلس الأمن، الخميس المقبل، إلى التصويت على مشروع قرار صاغته بريطانيا، والذي يطالب “قوات الدعم السريع بوقف الحصار المطبّق على مدينة الفاشر”، ويدعو إلى “وقف فوري للقتال وإنهاء التصعيد في المدينة وما حولها”. كما يطالب المشروع بـ”انسحاب كل المقاتلين الذين يهددون سلامة المدنيين وأمنهم”.
ويحتاج إقرار هذا المشروع إلى موافقة 9 أعضاء على الأقل في مجلس الأمن المؤلف من 15 عضوًا، وعدم استخدام روسيا أو الصين أو الولايات المتحدة أو بريطانيا أو فرنسا حق النقض.
وفي سياق متصل، أعرب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، كريم خان، عن “قلقه البالغ” إزاء العنف في إقليم دارفور، مشيرًا إلى أن “الأدلة تُظهر على ما يبدو أن الادعاءات بشأن هجمات ضد المدنيين تعد ذات مصداقية ومتكررة ومتوسعة ومستمرة”.
وبحسب منظمة أطباء بلا حدود الإغاثية، قُتل ما لا يقل عن 192 شخصًا وأصيب أكثر من 1230 منذ العاشر من مايو/أيار الماضي في الفاشر وحدها. وأسفرت الحرب في السودان حتى الآن عن مقتل عشرات الآلاف، وفق خبراء الأمم المتحدة.
ويأتي تحرك مجلس الأمن الدولي في محاولة لوقف معاناة المدنيين المحاصرين في الفاشر والمناطق المحيطة بها، وتقديم المسؤولين عن الجرائم المزعومة إلى العدالة، في ظل خطورة تفاقم الأزمة الإنسانية في هذه المنطقة المضطربة من السودان.
الجنائية الدولية
وكان المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، كريم خان، قد أعرب عن “قلقه البالغ” إزاء العنف في إقليم دارفور الشاسع غرب السودان.
وقال خان، في بيان، الثلاثاء: “أشعر بقلق بالغ إزاء ادعاءات بارتكاب جرائم دولية واسعة النطاق في الفاشر والمناطق المحيطة بها”.
وقال خان في بيان: “أشعر بقلق بالغ إزاء ادعاءات بارتكاب جرائم دولية واسعة النطاق في الفاشر والمناطق المحيطة بها”.
وأضاف أن الأدلة التي تم جمعها حتى الآن: “تُظهر على ما يبدو أن الادعاءات بشأن هجمات ضد المدنيين تعد ذات مصداقية ومتكررة ومتوسعة ومستمرة”.
وحثّ خان من يتواجد في الفاشر أو المناطق المحيطة على “إرسال أي معلومات ذات صلة إلينا على منصتنا المخصصة والآمنة، أو تي بي لينك”.
وبحسب منظمة أطباء بلا حدود الإغاثية، “قُتل ما لا يقل عن 192 شخصاً وأصيب أكثر من 1230 منذ العاشر من مايو/أيار في الفاشر”.
وأسفرت الحرب في السودان حتى الآن عن مقتل عشرات الآلاف بينهم ما يصل إلى 15 ألف شخص في الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور، وفق خبراء الأمم المتحدة.
لكن لا تزال حصيلة قتلى الحرب غير واضحة فيما تشير بعض التقديرات إلى أنها تصل إلى “150 ألفا” وفقا للمبعوث الأمريكي الخاص للسودان توم بيرييلو.