مبيعات الصين من شاحنات الغاز الطبيعي المسال ترتفع 307% في 2023

تشهد الصين ازدهارًا ملحوظًا في مبيعات شاحنات الغاز الطبيعي المسال في الأشهر الأخيرة، مدفوعة بانخفاض أسعار الغاز الطبيعي المسال العالمية والآسيوية بشكل كبير عن المستويات القياسية التي شهدتها ذروة أزمة الطاقة في صيف عام 2022. هذا التطور يُعد نقطة تحول في قطاع النقل الصيني، حيث يُتوقع أن تساهم المركبات الثقيلة التي تعمل بالغاز الطبيعي المسال في الحد من استخدام الديزل بشكل ملحوظ.

فقد ارتفعت مبيعات الصين من الشاحنات التي تعمل بالغاز الطبيعي المسال بشكل ملحوظ على أساس سنوي منذ عام 2022. ووفقًا لبيانات شركة OilChem، قفزت هذه المبيعات بنسبة 144.25% خلال الأشهر الأربعة الأولى من عام 2024 مقارنة بالفترة المماثلة من العام السابق. ويُعزى هذا الارتفاع الكبير إلى انخفاض أسعار الغاز الطبيعي المسال المستورد والمحلي عن أسعار زيت الغاز (الديزل)، ما جعل تكلفة الشاحنة التي تعمل بالغاز الطبيعي المسال أقل بكثير من تكلفة الشاحنة التي تعمل بوقود الديزل.

وتشير البيانات إلى أن مركبات الغاز الطبيعي المسال شكلت حوالي 7% من إجمالي الأسطول الثقيل في الصين بنهاية عام 2023، مقارنة بمستويات أقل في السنوات السابقة. كما ارتفع الاستهلاك الإجمالي الواضح للغاز الطبيعي المسال في الصين بنسبة 35.5% بين يناير/كانون الثاني وأبريل/نيسان من العام الجاري، مدفوعًا بشكل رئيسي بنمو الطلب من قطاع النقل.

ويُعد استخدام الغاز الطبيعي المسال في المركبات التجارية الثقيلة أحد أبرز العوامل التي ستؤدي إلى تباطؤ نمو الطلب على النفط في الصين في السنوات المقبلة. فوفقًا لتقديرات شركة النفط الوطنية الصينية، فإن نمو مبيعات السيارات الكهربائية والشاحنات التي تعمل بالغاز الطبيعي المسال من شأنه أن يقلل ما بين 10% و12% من طلب البلاد على البنزين والديزل هذا العام وحده.

وتُعزّز التوقعات بتوفير إمدادات وفيرة من الغاز الطبيعي المسال في المستقبل، خاصة من مشاريع التوسعة الضخمة في قطر، الآفاق المستقبلية لنمو سوق الشاحنات الصينية التي تعمل بالغاز الطبيعي المسال. فتزايد الإمدادات يمكن أن يبقي الأسعار منخفضة بما يكفي لمواصلة استبدال الديزل في قطاع النقل.

ومع ذلك، فإن احتمال تجدد التقلبات العالية وارتفاع أسعار الغاز الطبيعي المسال في المستقبل قد يؤدي إلى إبطاء وتيرة التحول إلى أنواع الوقود البديلة في قطاع النقل بالشاحنات. لذا فإن مستقبل هذا التحول سيظل مرتبطًا إلى حد كبير بمدى استقرار وانخفاض أسعار الغاز الطبيعي المسال على المدى الطويل.

ارتفاع مبيعات شاحنات الغاز الطبيعي المسال

وتشهد مبيعات الصين من الشاحنات التي تعمل بالغاز الطبيعي المسال ارتفاعًا شهريًا، مقارنة بالفترات المقابلة من العام الماضي، منذ عام 2022، في حين شكلت مركبات الغاز الطبيعي المسال حوالي 7% من الأسطول الثقيل في نهاية عام 2023، وفقًا للبيانات التي جمعتها بلومبرغ.

وكان التحول إلى الشاحنات التي تعمل بالغاز الطبيعي المسال أكثر بروزا وسط ارتفاع أسعار الديزل العام الماضي.

حتى الآن هذا العام، قفزت المبيعات الصينية لشاحنات الغاز الطبيعي المسال على أساس سنوي، وذلك بفضل معايير الانبعاثات الجديدة المعمول بها منذ يوليو/تموز 2023 وانخفاض أسعار الغاز الطبيعي المسال، وفقًا لبيانات شركة OilChem.

ارتفع الاستهلاك الإجمالي الواضح للغاز الطبيعي المسال في الصين بنسبة 35.5% بين يناير/ كانون الثاني وأبريل/نيسان، مدفوعا في الغالب بنمو الطلب من قطاع النقل.

ويشكل استهلاك المركبات للغاز الطبيعي المسال نصف أو 49.97% من إجمالي استهلاك الغاز الطبيعي المسال في الصين، وفقًا لبيانات شركة OilChem ارتفع الطلب على الغاز الطبيعي المسال للمركبات بنسبة 40% تقريبا في الأشهر الأربعة الأولى من عام 2024، حيث ارتفعت مبيعات مركبات الغاز الطبيعي المسال الثقيلة وسط انخفاض أسعار الغاز الطبيعي المسال.

وخلال الفترة نفسها، قفزت مبيعات الصين من شاحنات الغاز الطبيعي المسال الثقيلة بنسبة 144.25%، حيث كانت أسعار الغاز الطبيعي المسال المستورد والمحلي أقل من أسعار زيت الغاز، حسبما ذكرت شركة أويل تشيم. ونتيجة لذلك، كانت تكلفة الشاحنة التي تعمل بالغاز الطبيعي المسال أقل بكثير من تكلفة الشاحنة التي تعمل بوقود الديزل في العام الماضي وأوائل هذا العام.

تقول شركة OilChem إن هناك علاقة إيجابية عالية بين ملكية شاحنات الغاز الطبيعي المسال الثقيلة والاستهلاك الواضح للغاز الطبيعي المسال في الصين.

قالت الشركة الصينية CIMC Enric Holdings Limited، التي تزود أسطوانات الغاز الطبيعي المسال على المركبات الثقيلة، في وقت سابق من هذا العام إنه “في السنوات الأخيرة، برزت شاحنة الغاز الطبيعي المسال الثقيلة كشركة رائدة في قطاع المركبات التجارية، مع ارتفاع المبيعات ونمو الحصة السوقية بشكل مطرد.

وقالت شركة CIMC نقلاً عن بيانات إحصائية إن مبيعات الشاحنات الثقيلة التي تعمل بالغاز الطبيعي المسال ارتفعت بنسبة 307% سنويًا في عام 2023.

تباطؤ نمو الطلب على النفط في الصين

ونتيجة لتزايد أساطيل السيارات الكهربائية وارتفاع صناعة النقل بالشاحنات التي تعمل بالغاز الطبيعي المسال، من المتوقع أن يضعف نمو الطلب على النفط في الصين في السنوات المقبلة، حسبما توقع الذراع البحثي لشركة النفط الوطنية الصينية في وقت سابق من هذا العام.

وقال لو روكوان، رئيس معهد أبحاث الاقتصاد والتكنولوجيا التابع لشركة النفط الوطنية الصينية، نقلاً عن بلومبرغ، إن نمو مبيعات السيارات الكهربائية والشاحنات التي تعمل بالغاز الطبيعي المسال من شأنه أن يقلل ما بين 10% و12% من طلب البلاد على البنزين والديزل هذا العام وحده.

وقال لو لبلومبرغ في مقابلة إن الطلب الإجمالي على النفط سيظل على مسار تصاعدي، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى التوسع المستمر في البتروكيماويات.

وتتوقع شركة الصين للبترول والكيماويات، أو سينوبك، أن يصل الطلب على النفط في الصين إلى ذروته قبل عام 2027.

وفي الوقت نفسه، فإن استخدام الغاز الطبيعي في الصين آخذ في الارتفاع ومن المتوقع أن يصل إلى ذروته بحلول عام 2040، في حين أن استهلاك الفحم، الذي يدعم أمن الطاقة في البلاد، سيتوقف عن النمو في عام 2025 تقريبا، وفقا لشركة سينوبك.

ويقول محللون إن قطاع الشحن، حيث يعد الغاز الطبيعي المسال أحد بدائل زيت الوقود، يمكن أن يساعد أيضًا في تقليل استخدام النفط.

اتجاه الطلب على النفط في مجال النقل

في حين أن التوقعات الحالية للمركبات الثقيلة التي تعمل بالغاز الطبيعي المسال متفائلة، بسبب انخفاض أسعار الغاز الطبيعي المسال، فإن تجدد التقلبات العالية وارتفاع الأسعار في الغاز الطبيعي المسال يمكن أن يؤدي إلى إبطاء التحول إلى أنواع الوقود البديلة في النقل بالشاحنات، وفقًا للمحللين.

يمكن لفصول الشتاء الباردة، وانقطاع الإمدادات ونقص الإمدادات، والمنافسة الشرسة بين أوروبا وآسيا على إمدادات الغاز الطبيعي المسال أن ترفع أسعار الغاز الطبيعي المسال العالمية والآسيوية، مما يزيل حافز السعر الحالي لاستيعاب كميات كبيرة من الشاحنات التي تعمل بالغاز الطبيعي المسال.