موجة الحر التي تجتاح الهند: تأثيرات مدمرة على البيئة والسكان
يعيش سكان الهند حالة من القلق الشديد بسبب موجة الحر الطويلة والشديدة التي تجتاح البلاد. وفقًا لخبراء الأرصاد الجوية، فإن هذه الموجة الحرارية تعتبر الأطول على الإطلاق، حيث تشهد بعض المناطق درجات حرارة تفوق 45 درجة مئوية منذ منتصف شهر مايو. يعتبر هذا الارتفاع الشديد في درجات الحرارة تحديًا كبيرًا للسكان والبيئة، ويثير مخاوف من تدهور الأوضاع الصحية والبيئية.
وفي مقابلة مع صحيفة “إنديان إكسبرس”، حذر رئيس هيئة الأرصاد الجوية الهندية، من تزايد التحديات التي تواجه البلاد جراء تغير المناخ، حيث أشار إلى أن الموجات الحارة ستصبح أكثر تكرارا وشدة إذا لم يتم اتخاذ إجراءات فورية وفعالة للتصدي لهذه الظاهرة الخطيرة. وأضاف أن الأنشطة البشرية، مثل الصناعة ووسائل النقل، تلعب دورًا كبيرًا في زيادة انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، مما يزيد من تأثيرات تغير المناخ ويعرض الأجيال القادمة للخطر.
تظهر الأبحاث العلمية أن تغير المناخ يؤدي إلى زيادة تكرار وشدة موجات الحر، مما يزيد من التحديات التي تواجه السكان والبيئة. وفي الوقت الحالي، يواجه الهنود مخاطر جسيمة بسبب ارتفاع درجات الحرارة، مما يزيد من مخاطر الإصابة بالأمراض والجفاف والتصحر.
يجب على السلطات الهندية اتخاذ إجراءات عاجلة وفعالة لحماية المواطنين والبيئة من تداعيات موجة الحر الشديدة، بما في ذلك تشجيع استخدام مصادر الطاقة المتجددة وتقليل الاعتماد على الفحم. كما يجب زيادة التوعية بأهمية حماية البيئة وتحفيز الحد من انبعاثات الغازات الضارة.
وأشار إلى أن موجات الحر ستكون أكثر تكرارا واستدامة وشدة إذا لم يتم اتخاذ إجراءات احترازية أو وقائية.
والهند أكبر دولة تعدادا السكان وثالث أكبر مصدر لانبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، لكنها التزمت تحقيق اقتصاد صافي انبعاثات بحلول 2070، بعد عقدين من معظم الدول الغربية الصناعية.
وفي الوقت الحالي تعتمد البلاد بشكل كبير على الفحم لتوليد الطاقة.
وقال موهاباترا “الأنشطة البشرية وارتفاع عدد السكان والتصنيع وآليات النقل تؤدي إلى زيادة تركز أحادي أكسيد الكربون والميثان والكلوروكربونات”.
وأضاف محذرا: “نحن لا نعرض أنفسنا للخطر فحسب، بل نعرض أجيال المستقبل للخطر أيضا”.
تظهر الأبحاث العلمية أن تغير المناخ يجعل موجات الحر أطول وأكثر تواترا وأكثر شدة.
وخلال موجة الحر الأخيرة عادلت الحرارة في نيودلهي المستوى القياسي السابق للعاصمة مع تسجيل 49,2 درجة مئوية كما في في العام 2022.
وفي 29 مايو، سجلت محطة أرصاد جوية أوتوماتيكية في ضاحية مونجيشبور في نيودلهي درجة حرارة عالية بلغت 52,9 درجة مئوية، لكن درجة الحرارة كانت نتيجة خلل في جهاز الاستشعار.
وفي أماكن أخرى في نيودلهي، وصلت الحرارة في 17 محطة أخرى بالمدينة إلى 49 درجة مئوية كحد أقصى في اليوم ذاته.