منوعات

شبهات كثيرة في وفاة الدكتورة منى بكر مديرة مركز النانو تكنولوجي .. من يقف وراء الحادث؟ بوست متداول

تم تداول بوست على نطاق واسع يُشير إلى مزاعم حول وفاة الدكتورة منى بكر، المديرة المعروفة لمركز النانو تكنولوجي، والتي كانت تُعتبر واعدة في مجال العلوم. تصاعد الجدل حول طبيعة وفاتها وهل كانت مقصودة أم لا؟

ومع ذلك، ينفي شقيقاها، محمود ويحيى بكر، هذه الادعاءات بقوة. يؤكدون أن آخر سفرية لها كانت قبل وفاتها بخمس سنوات إلى الصين، وأن آخر رحلة لها كانت إلى الكويت، قبل وفاتها بعام ونصف.

بالنسبة للظروف المحيطة بوفاتها، أوضح يحيى بكر أن مرضها بدأ بأعراض بسيطة من الأنفلونزا، ثم تطورت إلى مشكلات صحية أكبر في ساقيها، حيث تم تشخيصها بمرض نادر يؤثر على الجهاز المناعي. تعرضت لعلاجات مختلفة ومضاعفات طبية، مما تسبب في تدهور حالتها الصحية ووفاتها.

بعيدًا عن الادعاءات، يحمل الحديث عن موت الدكتورة منى بكر تأملات هامة حول أهمية دعم البحث العلمي وسلامة العلماء. لا يمكن تجاهل إرثها العلمي الذي سيظل مصدر إلهام للعديد من الباحثين والعلماء.

توفيت الدكتورة منى بكر، مديرة مركز النانو تكنولوجي، بعد عودتها من مشاركتها في مؤتمر علمي في الخارج، نتيجة إصابتها بمرض نادر. كانت أبحاثها مركزة على كيفية زيادة نسبة الهيموجلوبين في الدم باستخدام النانو تكنولوجي، وكانت تُعتبر مشروع نوبل المحتمل لمصر في المستقبل.

هل كانت وفاتها صدفة؟ أم كانت خسارة مُقصودة لعالمة مصرية بارزة؟ هذا السؤال يثير الكثير من التساؤلات، خاصةً في ظل الإسهامات العلمية الكبيرة التي قدمتها الدكتورة منى بكر في مجال النانو تكنولوجي.

د. منى بكر

يبقى السؤال دائمًا مفتوحًا حول ما إذا كانت وفاة علماء مصر صدفة أم لها أبعاد أخرى. ومن الضروري أن يستمر البحث والتحقيق في هذه القضايا، لضمان سلامة وأمان علماء مصر والمجتمع العلمي بشكل عام.

لن يُنسى إرث الدكتورة منى بكر، وسيظل إرثها العلمي خالدًا ومصدر إلهام للعديد من العلماء والباحثين الشباب في مصر وخارجها.

منى بكر محمد، العالمة المصرية البارزة في مجال النانو تكنولوجي، وُلدت في عام 1971 بمدينة أسيوط. بعد أن أنهت دراستها الثانوية في عام 1987، حصلت على بكالوريوس علوم كيمياء من جامعة أسيوط في عام 1991 وكانت الأولى على دفعتها. واصلت دراستها لتحصل على درجة الماجستير في الكيمياء الفيزيائية من نفس الجامعة في عام 1994.

منى بكر

مسيرتها العلمية المميزة استمرت بحصولها على درجة الدكتوراه في الكيمياء الفيزيائية من معهد جورجيا للتكنولوجيا في الولايات المتحدة الأمريكية تحت إشراف العالم الكبير الدكتور مصطفى السيد، حيث أرسلها في بعثة من جامعة أسيوط لمدة أربع سنوات ونصف. بعد ذلك، تابعت أبحاثها في سويسرا تحت إشراف الدكتور ماجد شرقية، عالم النانوتكنولوجي، لمدة خمس سنوات. عند عودتها إلى مصر، انتقلت إلى جامعة القاهرة حيث التحقت بمركز الليزر وأسهمت بخبراتها في تأسيس أول مدرسة علمية تختص بعلم النانو تكنولوجي في مصر.

إنجازات علمية متميزة

الدكتورة منى بكر كانت مديرة مركز النانو تكنولوجي وعضواً بأكاديمية البحث العلمي منذ عام 2009. سجّلت باسمها أربعة براءات اختراع دولية، من بينها استحداث عقار يعمل على زيادة نسبة الهيموجلوبين في الدم. كما أسست أول شركة في مصر والعالم العربي في مجال النانو تكنولوجي، وأنشأت مدرسة علمية تضم 43 طالب دراسات عليا عملوا على تصنيع المواد النانوية وتطبيقاتها في مجالات مثل الخلايا الشمسية وتنقية المياه والتطبيقات الطبية الحيوية.

نشرت أكثر من 56 مقالاً علمياً دولياً وأشرفت على أكثر من 100 رسالة ماجستير ودكتوراه، وقد تم الاستشهاد بأبحاثها أكثر من 1800 مرة في الأبحاث العلمية الأخرى. كما عملت كمرجعية دولية في الأبحاث العلمية، وجاءت في التصنيف الدولي رقم 20 في مجال النانو تكنولوجي.

استخدامات مبتكرة للنانو تكنولوجي

من بين أبحاثها الرائدة، عملت الدكتورة منى بكر على استخدام جسيمات النانو فضة لتعقيم المنتجات الصناعية من الفيروسات والبكتيريا. كما تعاونت مع عدد كبير من العلماء لاستحداث عقار جديد يزيد نسبة الهيموجلوبين في الدم من 7 إلى 16، بهدف علاج أكثر من 70% من سكان مصر المصابين بالأنيميا، وخاصة الأطفال والسيدات. هذا العقار مسجل كبراءة اختراع دولية عن طريق المنظمة العالمية لحقوق الملكية الفكرية (WIPO).

تكريمات وجوائز

نالت الدكتورة منى بكر جائزة الدولة التشجيعية في العلوم التكنولوجية المتقدمة في عام 2009، وكرمتها مؤسسة مصر الخير باعتبارها واحدة من أهم خمسة علماء مصريين والمرأة الوحيدة بينهم. صنفت في المرتبة 20 وفقًا للمؤشر الدولي الذي يصنف العلماء طبقًا لتخصصاتهم، مما وضعها ضمن قائمة العلماء المرجعيين في مجال النانوتكنولوجي.

وفاة مأساوية

توفيت الدكتورة منى بكر في الرابع من مارس 2017، عن عمر يناهز 48 عامًا، بعد صراع مع مرض نادر يُعرف بمتلازمة الأجسام المضادة للبرد (cold agglutinin syndrome). هذا المرض يؤدي إلى مهاجمة أجسام مضادة لكرات الدم الحمراء في الأوعية الدموية المغذية للأطراف، وتنشط في البرودة الشديدة، مما يسبب “غرغرينا” في الأطراف. وفقاً للدكتور محمد علي الداروتي، استشاري الأمراض الجلدية والمشرف على حالتها، أُصيبت بصدمة صديدية نتيجة الجلوس بالمستشفى لفترة طويلة وعدم الحركة، مما أدى إلى تدهور حالتها الصحية بشكل مفاجئ نتيجة العدوى البكتيرية.

إرث علمي خالد

تبقى الدكتورة منى بكر رمزاً للعالمة المصرية المثابرة والمبدعة، وإرثها العلمي وإنجازاتها الكبيرة في مجال النانو تكنولوجي ستظل مصدر إلهام للأجيال القادمة من الباحثين والعلماء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى