الحوثيون يستمرون في إغلاق الطرق الرئيسية ويفتحون مسارات بديلة وسط تصاعد التوتر في اليمن
تواصل مليشيات الحوثي إغلاق أكثر من 20 طريقًا رئيسيًا في سبع محافظات يمنية، مما يعمق معاناة الشعب اليمني في ظل الحرب المستمرة. في خطوة اعتبرها الكثيرون مزايدة سياسية، أعلنت الحوثي مؤخرًا عن فتح مسارات بديلة بين مدينتي الحوبان وتعز، وكذلك بين محافظتي البيضاء ومأرب، بزعم الاستجابة لجهود مجتمعية محلية.
الموقف الحوثي وردود الفعل
تستمر مليشيات الحوثي في استخدام استراتيجياتها العسكرية للحفاظ على تموضعها، بينما تعلن عن مبادرات أحادية لفتح الطرق. أثارت هذه الخطوات ضجة واسعة وتباينًا في الشارع اليمني، حيث اعتبر البعض أنها محاولات للحوثيين لامتصاص الضغوط الاقتصادية التي تعرضوا لها مؤخرًا. بينما يرى آخرون أنها مراوغات جديدة تهدف لتعزيز نواياهم العسكرية.
الاستجابة الحكومية
رحبت السلطات المحلية في تعز ومأرب، الموالية للحكومة المعترف بها، بإعلان الحوثيين عن فتح جزئي لبعض الطرق، إلا أن وزارة الدفاع اليمنية أشارت إلى أن ملف الطرقات يتطلب اتفاقًا لوقف إطلاق النار لضمان سلامة المسافرين والمدنيين. في هذا السياق، عقد وزير الدفاع اليمني الفريق الركن محسن الداعري اجتماعًا مهمًا مع قيادة محور تعز العسكري لمناقشة المستجدات الميدانية في المحافظة.
موقف وزير الدفاع
أكد وزير الدفاع الداعري أن قرارات فتح الطرقات ينبغي أن تتم وفقًا لتوجيهات القيادة السياسية وعبر اللجان المعنية بعيدًا عن العشوائية والتسرع. وأوضح أن القوات المسلحة والحكومة اليمنية قد أبقت جميع الطرقات مفتوحة، مشيرًا إلى أن مليشيات الحوثي هي التي أغلقت الطرقات، مما يزيد من معاناة اليمنيين. كما دعا إلى ضرورة التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار لضمان سلامة المدنيين، محملاً الحوثيين مسؤولية الألغام والمتفجرات المزروعة على الطرق.
المبادرات الحكومية
أكد المراقبون أن فتح الطرقات هو حق إنساني ووطني وليس مكرمة من المليشيات. وفي هذا الإطار، قامت الحكومة اليمنية بعدة مبادرات لتخفيف معاناة المواطنين، منها فتح طريق رئيسي من محافظة مأرب إلى صنعاء. كذلك، أعلنت المقاومة الوطنية في الساحل الغربي أن الطرقات مفتوحة من جانبها، ودعت الحوثيين إلى فتح طريق الجراحي حيس ومفرق المخا البرح لعودة خط تعز المخا وتعز الحديدة.
التحديات المستمرة
في تعز، أعلنت السلطات المحلية ولجان الوساطة أن الطرق الرئيسة مفتوحة بانتظار قبول الحوثيين بإنهاء الحصار، إلا أن المليشيات ردت باختراع طرق بديلة وملتوية للحفاظ على تموضعها العسكري وشرعنة حصارها. تؤكد الحكومة اليمنية أن الحوثيين يغلقون أكثر من 20 طريقًا رئيسيًا، مما يزيد من تعقيد الوضع في اليمن الذي يعاني من ويلات الحرب منذ سنوات.
الخلاصة
تستمر معاناة الشعب اليمني بسبب سياسة إغلاق الطرق التي تنتهجها مليشيات الحوثي، بينما تحاول الحكومة الشرعية والمقاومة الوطنية فتح الطرق وتخفيف الحصار. تظل مسألة فتح الطرقات وإزالة الألغام أمرًا حيويًا يتطلب تنسيقًا واتفاقًا دوليًا لحماية أرواح المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية.