كشف وجه الفرعون سقنن رع تاو بعد 3500 عام: دراسة تعيد بناء ملامحه وتحدد كيفية مقتله
تمكن فريق من الباحثين من الكشف عن وجه الفرعون المصري سقنن رع تاو، الذي قُتل في معركة تاو الثانية، وذلك لأول مرة منذ 3500 عام. هذا الإنجاز جاء بعد جهد امتد لأكثر من 130 عامًا من جمع وتحليل البيانات التي بدأت منذ عام 1889. تمكن الخبراء من معرفة كيفية وفاته من خلال إعادة بناء وجهه بالفؤوس التي استخدمت في قتله، وفقًا لما نشرته صحيفة “ذا صن” البريطانية.
سياق تاريخي:
حكم سقنن رع تاو في القرن السادس عشر قبل الميلاد، خلال فترة كانت مصر محتلة جزئيًا من قبل الهكسوس. كان عهده مميزًا بالصراع مع هؤلاء الغزاة، وأطلق عليه لقب “المناضل من أجل الحرية” لأنه مات وهو يحاول تحرير مصر، على الرغم من أن خليفته هو من نجح في النهاية في تحقيق هذا الهدف.
إعادة بناء الوجه:
باستخدام بقاياه المحنطة، تمكن العلماء من بناء وجه الفرعون الذي حطم بوحشية عندما كان عمره حوالي 40 عامًا. وقال مايكل هابيشت، عالم الآثار في جامعة فلندرز في أستراليا، إن مومياء سقنن رع تاو كانت مختلفة بشكل واضح عن ممياوات الفراعنة الآخرين، مشيرًا إلى وضعية الذراعين ومظهر الوجه الذي كان مميزًا.
تفاصيل التحنيط:
يُعتقد أن سقنن رع تاو مات في المعركة وخضع لعملية التحنيط بعد أيام من وفاته، أو ربما خضع لتحنيط مخصص بالقرب من ساحة المعركة. هذا يشير إلى أن التحنيط ربما تم على عجل أو في ظروف غير اعتيادية، مما ينعكس في مظهر المومياء.
أهمية الاكتشاف:
إعادة بناء وجه سقنن رع تاو لا تقدم فقط نظرة جديدة إلى ملامح أحد الفراعنة المصريين القدماء، بل تساهم أيضًا في فهم أعمق لطبيعة الصراعات والتحولات التي شهدتها مصر القديمة. هذا الاكتشاف يمثل أيضًا تقدماً في تقنيات إعادة بناء الوجوه واستخدام الأدلة الأثرية لتقديم صورة أوضح عن الماضي.
بهذا الإنجاز، يتسنى للعالم اليوم رؤية وجه الفرعون الذي قاتل ومات من أجل حرية مصر، ما يجدد التقدير للجهود العلمية المبذولة في كشف أسرار التاريخ البشري.
وتابع “قام المحنطون بأفضل عمل ممكن، لكن صورة سقنن رع تختلف كثيرا عن المومياوات الملكية الأخرى، حيث تستريح في وضع هادئ، وأذرعها متقاطعة على صدرها.
وأضاف “على العكس من ذلك، كانت أذرعه غير متماثلة وغير منتظمة إلى حد كبير، ووجهه مشوه، ويبدو أنه لا يزال يعاني من الضربات التي كان من الممكن أن تودي بحياته.
وقال خبير الرسومات البرازيلي شيشرون مورايس، الذي أعاد تشكيل الوجه رقميًا، إن الجهد اعتمد على أكثر من 130 عامًا من البيانات – والتي تعود إلى عام 1889.
سمح لهم هذا المزيج من القياسات والصور المقطعية والأشعة السينية بإعادة بناء جمجمة الفرعون تقريبًا قبل إصابته القاتلة.
ثم استخدموا البيانات المأخوذة من الأشخاص الأحياء لإعادة البناء، حيث قاموا بتشويه الوجه الافتراضي للمتبرع حتى يطابق الجمجمة، في عملية تسمى التشوه التشريحي.