سياسة

العراق يقرر إنهاء مهمة بعثة الأمم المتحدة “يونامي” بحلول نهاية 2025 .. ماذا بعد؟

سار العراق على خطى البلدان الأفريقية الراغبة في إنهاء البعثات الأممية السياسية أو العسكرية لحفظ السلام، إذ قوبلت رغبته بإنهاء مهمة بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) بضوء أخضر من مجلس الأمن الدولي.

قرار مجلس الأمن

قرر مجلس الأمن الدولي بالإجماع يوم الجمعة سحب بعثة «يونامي» من العراق بحلول نهاية 2025. وجاء هذا القرار استجابة لطلب رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، الذي أرسل خطابًا إلى مجلس الأمن مطلع مايو/أيار الماضي، مشيرًا إلى التطورات الإيجابية والنجاحات التي تحققت في العراق، طالبًا إنهاء مهمة البعثة بحلول 31 ديسمبر/كانون الأول 2025.

مبررات العراق

أكد السوداني في خطابه أن العراق شهد تحوّلًا ديمقراطيًا وتغلب على تحديات مختلفة، مما يعني أن أسباب وجود بعثة سياسية في العراق لم تعد قائمة.

تفاصيل القرار

  • مدة الولاية الأخيرة: قرر مجلس الأمن تمديد ولاية بعثة الأمم المتحدة لفترة أخيرة مدتها 19 شهرًا تنتهي في 31 ديسمبر/كانون الأول 2025.
  • وقف العمل والعمليات: بعد هذا التاريخ، ستوقف بعثة «يونامي» عملها وعملياتها في العراق.

ردود الفعل الدولية

  • الولايات المتحدة: صرّح روبرت وود، نائب السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، بأن العراق تغيّر بشكل كبير في السنوات الأخيرة، وكان هناك حاجة لإعادة تنظيم البعثة. وأضاف أن البعثة بذلت كامل إمكاناتها لدعم استعادة الدولة العراقية، وأن الشعب العراقي مستعد لتحمل المسؤولية الكاملة عن مستقبل بلاده.
  • روسيا: أعربت نائبة السفير الروسي لدى الأمم المتحدة، آنا إيفستينييفا، عن معارضة بلادها لأي تدخل في الشؤون الداخلية للعراق.

الخلاصة

قرار إنهاء مهمة بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) يعكس ثقة الحكومة العراقية في قدرتها على إدارة شؤونها الداخلية بدون الحاجة إلى دعم دولي مباشر. ويتزامن هذا القرار مع تغييرات كبيرة في الوضع السياسي والأمني للعراق، مما يعزز من فرص تحقيق الاستقرار والسيادة الوطنية.

رد فعل بغداد

وبعدما أخذ علماً بهذا التصويت، شكر فرهاد علاء الدين، مستشار رئيس الوزراء العراقي، بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق «على عملها على مدى عقدين من الزمن».

وفي بغداد، قالت الحكومة العراقية في بيان إنّها «تعرب عن ترحيبها وتقديرها لقرار مجلس الأمن الذي جاء نتيجة التقدّم الملموس الذي يشهده العراق وعلى الأصعدة المختلفة، والاستقرار على المستوى الداخلي، واستكمال عملية البناء السياسي».

وأضاف البيان: «ننتهز هذه الفرصة للتأكيد على استمرار التعاون والشراكة المستدامة مع منظمة الأمم المتحدة وبرامجها التنموية العاملة في العراق».

لكن لماذا يريد العراق إنهاء مهمة «يونامي»؟

سؤال أجاب عنه السوداني خلال لقائه الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين بلاسخارت الأحد، قائلا إنّ «الطلب بإنهاء عمل بعثة اليونامي يأتي بناءً على ما يشهده العراق من استقرار سياسي وأمني، وما حقّقه من تقدّم في مجالات عدّة».

ماذا نعرف عن البعثة الأممية في العراق؟

  • أنشئت في 2003 بعد التدخّل العسكري الأمريكي-البريطاني وسقوط نظام صدام حسين.
  • تمّ تعزيزها في 2007 وتجديدها سنوياً
  • تضمّنت مهمّتها دعم الحكومة لإجراء حوار سياسي شامل ومصالحة وطنية وتنظيم الانتخابات وإصلاح قطاع الأمن.
  • كان عديدها في نهاية 2023 يزيد عن 700 شخص

وخلال تجديد الولاية السابقة في مايو/أيار 2023، طلب المجلس من الأمين العام إطلاق مراجعة استراتيجية للمهمة وعهد بها للدبلوماسي الألماني فولكر بيرثيس.

وفي خلاصاته التي نشرت في مارس/آذار الماضي، اعتبر بيرثيس أنّ البعثة تبدو «كبيرة في شكلها الحالي»، داعيًا إلى نقل مهام البعثة إلى السلطات الوطنية المختصة وكيانات الأمم المتحدة الاخرى الموجودة على الأرض «بطريقة مسؤولة ومنظمة وتدريجية»، مشيراً إلى فترة عامين.

ماذا بعد؟

وخلال الفترة الممتدّة من صدور القرار وحتى نهاية 2025، قرّر المجلس «تبسيط» البعثة، لكن في الوقت نفسه سيظلّ بمقدورها مواصلة مهامها في ما يتعلق بتقديم المشورة والمساعدة الفنية للتحضير للانتخابات، وتيسير العمل الإنساني، وحماية حقوق الإنسان، وحلّ الخلافات بين العراق والكويت الناجمة عن غزو القوات العراقية للكويت في 1990.

وتعليقاً على القرار، قال ريناد منصور، المحلّل في مؤسسة تشاتام هاوس، إنّ «هذا جزء من جهود رئيس الوزراء شيّاع السوداني لإظهار أنّ العراق، كدولة، يدخل مرحلة جديدة يأمل أن تكون مبنية على السيادة».

NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى