حتى نسد الفجوة بين التعليم وسوق العمل هذه مسؤولياتكم لتعزيز الروابط
- العتابي: تطوير المناهج الدراسية والأكاديمية
- عطاطرة: تعدد المسارات في التخصص الواحد
- الجنابي: التحولات مدفوعة بالتكنولوجيا الحديثة
يعمل خبراء التعليم العالي والأكاديميون بجهد لتحديد المسؤوليات الست التي تقع على عاتق مؤسسات التعليم العالي، لسد الفجوة بين التعليم الأكاديمي واحتياجات سوق العمل الديناميكية.
أحد هؤلاء الخبراء، البروفيسور مشتاق العتابى، عميد ورئيس مجلس إدارة جامعة هيريوت وات، يؤكد على دور الجامعات في مراقبة ومتابعة سوق العمل، وتكييف المناهج الدراسية والبرامج الأكاديمية مع احتياجات الصناعات المتطورة. كما يشير إلى أهمية التعاون المستمر مع رواد الصناعة لتحديد المهارات المطلوبة، وتطوير برامج الدراسات لتلبية هذه الاحتياجات.
بالإضافة إلى ذلك، يركز العتابي على أهمية الموازنة بين الدراسة الأكاديمية وتعزيز المهارات العملية، مع توفير النشاطات التي تساعد على صقل المهارات الشخصية والخبرات العملية. يشدد على أهمية تنمية التفكير النقدي وقدرات حل المشكلات لدى الطلاب.
- التعلم التجريبي
مشتاق العتابى، يؤكد على أهمية دمج فرص التعلم التجريبي والبرامج التعاونية والشراكات الصناعية في المناهج الدراسية. يشير إلى أن هذه التجارب تعزز تطبيق المعرفة النظرية في الواقع العملي، وتسهم في اكتساب رؤى قيمة في مجالات اختصاص الطلاب، بالإضافة إلى بناء شبكات مهنية قيمة.
ويضيف العتابى أن الجامعات تتحمل مسؤولية الاعتراف بالتنوع الذي يمكن أن تتبناه تطلعات طلابها. يؤكد على أهمية توفير مجموعة واسعة من البرامج والتخصصات لتلبية احتياجات الطلاب، مع التركيز على التقييم المستمر وتعزيز البرامج الحالية. ويشير إلى أهمية فهم ردود أفعال الطلاب والخريجين لتحسين عمليات التطوير والتحديث.
- التعلم مدى الحياة
شدد مشتاق العتابى، على أهمية تعزيز مفهوم التعلم مدى الحياة، إذ إن التعليم التقليدي الموزع على عدة مراحل لا يواكب سرعة تطور سوق العمل، وهنا تمتد مسؤولية الجامعات إلى زرع مفهوم التعلم مدى الحياة لدى الطلبة ودعم الخريجين طوال حياتهم المهنية، ويمكن للجامعات تقديم برامج التعليم المستمر ودورات التطوير المهني ومنصات التعلم عبر الإنترنت التي توفر فرصاً تعليمية مرنة.
وأفاد بأن الجامعات يقع على عاتقها تعزيز الابتكار وريادة الأعمال، ومن خلال خلق بيئة تشجع الإبداع والتفكير النقدي والمخاطرة، فالجامعات قادرة على تمكين الطلاب وتزويدهم بالمهارات اللازمة ليصبحوا رواد أعمال وقادة الغد.
وقال إنه لم يتحقق ذلك إلا بإنشاء مختبرات الابتكار، وحاضنات الشركات الناشئة، ودورات ريادة الأعمال، فضلاً عن التعاون بين الجامعات ورواد الصناعة لتطوير الأبحاث والتقنيات التي تدفع النمو الاقتصادي وتعالج التحديات المجتمعية.
وأخيراً أكد بروفيسور مشتاق العتابى، أن المسؤولية السادسة التي تتحملها الجامعات تلك التي تحاكي أهمية مساعدة الخريجين على اكتشاف هدفهم وإحداث تأثير إيجابي في العالم.
- تعدد المسارات
أكد الدكتور نور الدين عطاطرة، المدير المفوض لجامعة العين للعلوم والتكنولوجيا، أهمية المرونة في مؤسسات التعليم العالي، لتعدد المسارات في التخصص الواحد، بمعني توفير التخصص الفرعي والأساسي والدقيق، كأن يدرس طالب الفيزياء المحاسبة كتخصص فرعي، وإدارة الأعمال يدرسها طالب علم النفس للغرض نفسه.
وأكد أن عملية التوظيف في الوقت الراهن، تحكمها معايير وعوامل مختلفة وفقاً للمتغيرات والتطورات، أبرزها توفر الوظائف ووجودها الفعلي، والعرض والطلب، ومخصصات الوظائف، وتفضيلات صاحب العمل، موضحاً أن التوظيف مسألة تفوق بكثير موضوع المخرجات التعليمية.
من جانبه يرى الدكتور أحمد خميس الجنابي، أستاذ الإعلام التطبيقي في كليات التقنية العليا، أن سوق العمل شهد تحولات كبيرة مدفوعة بالتقدم التكنولوجي والعولمة والأولويات الاقتصادية المتغيرة، وأن الأتمتة والذكاء الاصطناعي أعادت تشكيل العديد من الصناعات والقطاعات، ما أدى إلى زيادة الطلب على المتخصصين البارعين في التكنولوجيا في مجالات مثل علوم البيانات، والأمن السيبراني، والتسويق الرقمي.
ولفت إلى أهمية التركيز على صقل المهارات الشخصية، مع ظهور أدوار جديدة وتطور الأدوار الحالية لتلبية متطلبات عالم سريع التغير، وأكد أن الجامعات على عاتقها مسؤولية إعداد جيل جديد مستعد لتخطي التحديات الناجمة عن هذا التحول والعمل على سد فجوة المهارات التي طالما عانتها المؤسسات عبر جميع القطاعات والصناعات.