تأثير الطائرات بدون طيار على التوازن العسكري: دراسة حالة من أوكرانيا إلى الشرق الأوسط
تُعتبر الطائرات بدون طيار ظاهرةً تكنولوجيةً تغيّر الديناميكيات العسكرية في العصر الحديث. من خلال تسليط الضوء على حالات من مختلف الساحات الصراعية، يُظهر هذا المقال كيف أن الطائرات بدون طيار قد أدخلت عنصرًا جديدًا في معادلة القوى العسكرية، مما أدى إلى ظهور تحديات وتهديدات جديدة.
في الشرق الأوسط، تعرضت القوات الأمريكية لهجمات قاتلة، وشهدت السفن في البحر الأحمر تحرشًا متزايدًا، مما يعكس استخدام الطائرات بدون طيار في الأنشطة العدائية. كما أثرت هذه التطورات أيضًا على توازن القوى في حروب مثل تلك بين روسيا وأوكرانيا.
من المهم التأكيد على أن هذا التحول في الحروب جاء نتيجة لتوفر مواد يمكن الوصول إليها وغير مكلفة، مما دفع بالتكتيكات العسكرية الأمريكية إلى التغيير. وفي نهاية المطاف، يُظهر هذا المقال كيف أن الطائرات بدون طيار ليست فقط تكنولوجيا جديدة في الميدان العسكري، بل هي أيضًا عامل محوري يؤثر على التوازن العسكري العالمي.
تهديدات معقدة: كيف غيّرت الطائرات بدون طيار ساحات الصراع العالمية
تحدث نائب وزير الدفاع للجيش الأمريكي، غابي كاماريلو، عن تعقيدات التهديدات التي تواجه العالم اليوم، حيث يُصبح التهديد متعدد الأوجه ومنتشرًا في كل مكان، مما يُشكل تحديات جديدة لأجهزة الدفاع.
وفعلًا، أظهرت التقارير من موقع “أكسيوس” كيف غيّرت الطائرات بدون طيار طبيعة الحروب وشكلت تحديات معقدة في عدة ساحات صراع عالمية. في أوكرانيا، على سبيل المثال، أدّت استخدامات متعددة للطائرات بدون طيار إلى سحب القوات الأوكرانية للدبابات الأبرامز المقدمة من الولايات المتحدة من الخطوط الأمامية بسبب تهديد المسيرات.
وفي الصراع الإيراني الإسرائيلي، استخدمت طهران سلاسل من الطائرات بدون طيار في هجومها على إسرائيل في أبريل/نيسان الماضي، حيث بلغ عددها أكثر من 300 طائرة مسيرة وصواريخ.
وفي كوريا، عبرت طائرات بدون طيار كورية شمالية الحدود وهددت العاصمة الجنوبية، فيما تعهدت سول بتعزيز الإجراءات الدفاعية وإنشاء قيادة مركزية للطائرات بدون طيار.
أما في منطقة البحر الأحمر، فاستخدمت المليشيات الحوثية الطائرات بدون طيار المفخخة لتوسيع نطاق هجماتها على المياه قبالة اليمن، في حين ردت الولايات المتحدة وحلفاؤها بذخائر ذكية باهظة الثمن.
وفي السودان، عملت الطائرات بدون طيار، بما في ذلك طائرات “مهاجر”، على تصعيد الصراع في البلاد الأفريقية.
تلخيص:
- تعقيدات التهديدات الحالية تتطلب استجابة متعددة الأوجه.
- الطائرات بدون طيار تغير الديناميكيات العسكرية في مختلف أنحاء العالم.
- استخدامات متعددة للطائرات بدون طيار في أوكرانيا وإسرائيل وكوريا واليمن والسودان.
- التحديات الناجمة عن الطائرات بدون طيار تتطلب استراتيجيات دفاعية متقدمة وتعاون دولي قوي.
فكيف غيرت الطائرات بدون طيار ساحة الحرب؟
يقول «أكسيوس»، إن الأنظمة غير المأهولة تتراوح من تلك التي تشبه الألعاب والتي يتم إنتاجها بكميات كبيرة إلى الأنظمة عالية التقنية والباهظة الثمن، ويمكن استخدامها للمراقبة ونقل المعلومات والخداع والهجوم، مع إبقاء مستخدمها، بعيدًا عن الأذى.
وبحسب الموقع الأمريكي، فإن الطائرات بدون طيار قد تصل تكلفتها إلى قرابة 500 دولار، مشيرًا إلى أنها مجهزة بمكونات رخيصة الثمن، ويمكنها تدمير أهداف أكبر بكثير، مثل الدبابات.
وأشار إلى أن «إيران تقوم بتسليح بعض المليشيات التابعة لها، إضافة إلى المقاتلات الروسية البعيدة بطائرات بدون طيار، شبهها أحد الخبراء بصاروخ كروز الرجل الفقير»، مؤكدًا أنها قادرة على «شل الحركة على الأرض واستنفاد الدفاعات الجوية».
وقال سيث فرانتزمان، زميل مساعد في مؤسسة الدفاع: «إن الأنظمة الأكثر تكلفة وتعقيدًا، مثل طائرات جلوبال هوك الأمريكية أو طائرات ريبر بدون طيار، لم تعد هي أنواع [المركبات الجوية بدون طيار] التي يتم الحصول عليها بأعداد كبيرة».
بدوره، أكد صامويل بينديت، الخبير في مركز الأمن الأمريكي الجديد ومركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، أن استخدام الطائرات بدون طيار التجارية بلغ ذروته في سوريا، وقد تأكد إمكانية مشاركتها بشكل أكبر من خلال القتال في ناغورنو كاراباخ.
وقال بينديت: «يتمتع الجيش الأمريكي بريادة تكنولوجية غير مسبوقة. لكن الدول الأخرى تتحرك بسرعة كبيرة، فيما يتعلق بتبني القدرات التكتيكية، التي تتفوق الآن بمراحل على أي شيء يمتلكه حلف شمال الأطلسي أو حتى الولايات المتحدة».
وتابع: «يدعي الروس رسميًا أنهم والأوكرانيين يتقدمون على العالم بأسره عندما يتعلق الأمر بتطبيق الطائرات بدون طيار التكتيكية، وFPVs، والمروحيات الرباعية».
كيف تتعامل أمريكا مع ذلك التحدي؟
بحلول عام 2025، تخطط وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) لنشر الآلاف من الطائرات والمركبات البحرية المسيرة، وربما الأرضية، لمواجهة المخزونات الضخمة في الصين، في عرض للقوة قد يتكلف مليار دولار.
وتعاقدت القوات الجوية في أبريل/نيسان مع شركة Anduril Industries وشركة General Atomics Aeronautical Systems Inc. لبناء أجنحة روبوتية، أو ما يسمى بالطائرات المقاتلة التعاونية.
بدروه، قال براندون تسينغ عضو سابق في القوات البحرية الأمريكية، إنه «قبل عام 2001، كانت الولايات المتحدة تعتمد على منصات باهظة الثمن ومأهولة. الطائرات المقاتلة والمروحيات، سمها ما شئت. ثم من عام 2001 إلى عام 2020، تعلمنا القتال بالطائرات بدون طيار».
وتابع: «ثم من عام 2020 إلى الآن، وعلى مدى السنوات العشرين المقبلة، نتجه نحو عالم من الطائرات بدون طيار الذكية وبأسعار معقولة».