تركيا تعود إلى جذب الاستثمارات الأجنبية بفضل تحول دراماتيكي في سياستها النقدية
عادت تركيا مجدداً إلى ساحة الأسواق الناشئة الجاذبة للاستثمارات الأجنبية، عقب تحول دراماتيكي في سياستها النقدية، مما يشير إلى اعترافها بفشل السياسات غير التقليدية السابقة.
ارتفاع الاستثمارات الأجنبية
قال مستثمرون ومحللون إن المستثمرين الدوليين يزيدون من استثماراتهم في السوق التركية، مع التركيز على السندات المحلية وعقود مبادلة مخاطر الائتمان، وسط اتجاه لترسيخ السياسة النقدية التقليدية في البلاد. منذ عام تقريباً، يدعم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان زيادات كبيرة في أسعار الفائدة التي دعت إليها الأسواق للسيطرة على التضخم المتسارع، مما يمثل تحولاً عن سياسة غير تقليدية أبعدت المستثمرين عن تركيا لمدة تقارب العشر سنوات.
رفع أسعار الفائدة
قام البنك المركزي برفع سعر الفائدة بواقع 4150 نقطة أساس منذ يونيو/ حزيران من العام الماضي، وأبقى عليه عند 50% في اجتماع السياسة اليوم الخميس كما كان متوقعاً، ولكنه أشار إلى استمرار ميله للحذر من مخاطر التضخم. وقال نيك أيسنجر، الرئيس المشارك لقسم الدخل الثابت النشط في الأسواق الناشئة لدى فانجارد، “يعود المستثمرون بقوة حالياً. الأرقام قوية حقاً. هناك الكثير من التدفقات الداخلة”.
صعود الأصول التركية
ارتفعت الأصول التركية على نطاق واسع، إذ ارتفع مؤشر الأسهم الرئيسي في البلاد بأكثر من 46% منذ بداية العام، مدفوعاً بارتفاع بنحو 80% في القطاع المصرفي خلال الفترة ذاتها. وبلغ العائد على السندات الحكومية أكثر من 4% منذ بداية العام، في تفوق كبير على المؤشر العالمي المتنوع لجيه.بي مورجان الذي بلغ أقل من 1%.
دعم القطاع المصرفي
قال فاتح قره خان، محافظ البنك المركزي التركي، إن السياسة النقدية ستواصل دعم نمو القطاع المصرفي. وأضاف أن حصة الودائع القائمة على الليرة التركية ارتفعت إلى 45% من أدنى مستوى لها عند 31% في أغسطس/ آب من العام الماضي. وأضاف قره خان في القمة المصرفية العربية الدولية في إسطنبول “ستحتاج البنوك إلى تحمل المزيد من الأعباء في إدارة ميزانياتها العمومية مع بدء استقرار الأمور”.
مستقبل الاستثمارات
بالنظر إلى المستقبل، أشار أيسنجر إلى أن عقود مبادلة مخاطر الائتمان، وهي أدوات للتأمين ضد احتمالية التخلف عن السداد، قد تكون أدوات الاستثمار الجذابة التالية. ويتفق محللون في سيتي مع هذا الرأي، مشيرين إلى أن التحول في السياسة حفز الاهتمام بالأصول التركية. وكتب لويس كوستا من سيتي في مذكرة للعملاء “نرى أن اللحظة الحالية تمثل إلى حد ما نهضة للأسواق التركية عبر أسواق الائتمان والأسهم المحلية والخارجية والشركات”.