تمرد الشرق وشكوك القصر.. محاولة انقلاب في الكونغو الديمقراطية تثير المخاوف تعيد تاريخ الصراعات
محاولة انقلاب في الكونغو الديمقراطية: تصاعد الأزمة في دولة النفط
شهدت الكونغو الديمقراطية محاولة انقلابية تثير المخاوف وتعيد إلى الأذهان تاريخ الصراعات الدامية في هذه الدولة الغنية بالنفط. بدأت الأحداث المأساوية بمهاجمة مقر وزير الاقتصاد فيتال كاميرهي، وسط مقاربات محاولة الاستيلاء على السلطة. أعلن الجيش الكونغولي إحباط المحاولة واعتقال العديد من المتورطين، بينهم أمريكيون، في حين سقط قتلى بينهم قائد المجموعة كريستيان مالانغا. يبقى هذا الانقلاب تحت المجهر الدولي، مع تأثيره المحتمل على استقرار المنطقة.
شكوك
ما زالت الشكوك تحوم والأسئلة تتردد بلا إجابة في أعقاب محاولة الانقلاب الأخيرة في الكونغو الديمقراطية. توقَّفت الأعمال في حكومة “اتحاد الأمة المقدس”، حيث برزت شكوك بين أعضائه بعد الحادثة التي تزامنت مع انتخاب فيتال كاميرهي كزعيم للجمعية الوطنية. يشير بعض الخبراء إلى اعتقاد كاميرهي بأنه كان هدفًا للتصفية الشخصية، بينما يرى آخرون محاولة اغتيال وليس انقلابًا.
تمت إعادة انتخاب الرئيس تشيسيكيدي في ديسمبر الماضي بنسبة تجاوزت 73%، وسط تقارير عن تفوق حزبه في البرلمان بنسبة 90%. تبقى التساؤلات معلقة، هل كانت هذه المحاولة حيلة لتحقيق أهداف سياسية معينة؟
وانتَخب ائتلاف “الاتحاد المقدس” في 23 أبريل/نيسان الماضي كاميرهي مرشحا لقيادة الجمعية الوطنية (البرلمان)، بعد أشهر من التوترات بين أحزاب الائتلاف الداعمة للرئيس تشيسيكيدي لكنها لم تتمكن من الاتفاق على مرشح.
وقال الباحث والمدير التنفيذي للمعهد الكونغولي إيبوتيلي فريد باوما إن “جماعة فيتال كاميرهي مقتنعون بأن شخصا ما حاول تصفيته، وأنه كان الهدف”.
وأضاف موليكا لوكالة فرانس برس: “قد يكون هناك عنصر من الشك لدى فيتال كاميرهي الذي اعتبر الأمر محاولة اغتيال وليس انقلابا”.
وأُعيد انتخاب تشيسيكيدي، الذي يتولى السلطة منذ 2019، في 20 ديسمبر/كانون الأول الماضي بحصوله على أكثر من 73 % من الأصوات، فيما حصل أنصاره على 90 % من مقاعد البرلمان.
حيلة؟
هناك أيضا من يعتقد أن محاولة الانقلاب كانت “حيلة”، إذ قال كثيرون في كينشاسا إنهم يعتقدون أن الهجوم كان بمثابة وسيلة لإلهاء السكان عن المشاكل التي تواجه البلاد.
وجمهورية الكونغو الديمقراطية من بين أفقر 5 دول في العالم، وفقا للبنك الدولي، ويعيش ثلاثة أرباع السكان على أقل من 2,15 دولار يوميا بحسب أرقام 2023.
وقال موليكا إن الانقلاب الفاشل في العاصمة يمكن أن “يضفي الشرعية على قرارات استبدادية باسم الأمن”، ويؤدي إلى “تقلص المساحة الديمقراطية” وهو ما ستعاني منه المعارضة في المقام الأول.
تداعيات
تصوّر محاولة الانقلاب جمهورية الكونغو الديمقراطية بشكل سلبي وتساهم في “رسم صورة دولة هشة (و) أجهزة أمنية فاشلة”، بحسب موليكا.
ويرزح شرق البلد الأفريقي تحت وطأة نزاع بين جماعات مسلحة منذ 3 عقود. لكن الصراع اشتد منذ عودة حركة إم23 (مارس 23) المتمردة قبل عامين واستيلائها على أراض من الجيش الكونغولي في مقاطعة شمال كيفو (شرق).
واحتمال الاعتبار أن محاولة انقلاب الأحد الماضي جاء بتحريض من الخارج قد يزيد من عدم الثقة تجاه الدول الأجنبية المشتبه برغبتها في زعزعة استقرار الكونغو الديمقراطية، بحسب ما قاله الخبيران.