سياسة
أخر الأخبار

اغتيال محمد علي رجائي.. القصة الكاملة لرئيس إيراني «لم يكمل شهرا في الحكم»

اغتيال محمد علي رجائي: فصل مأساوي في تاريخ الثورة الإيرانية

في خضم الحرب المستعرة مع العراق والأجواء السياسية الملتهبة بعد الثورة، شهدت إيران حادثة مأساوية باغتيال محمد علي رجائي، ثاني رئيس للبلاد منذ ثورة 1979، بعد 28 يوماً فقط من توليه المنصب. اغتيل رجائي في 30 أغسطس/آب 1981 في انفجار نسب إلى جماعة “مجاهدي خلق” المعارضة، والتي نجحت في زرع قنبلة داخل مكتب رئيس الوزراء محمد جواد باهنر، بحسب ما أفادت وكالة أنباء “إسنا” الإيرانية.

وقع الانفجار بعد دخول شخص موثوق إلى المكتب وهو يحمل حقيبة، تركها بين رجائي وباهنر وكلاهما كان في الثامنة والأربعين من العمر. وعند قيام شخص آخر بفتح الحقيبة، انفجرت القنبلة وأشعلت النيران في الغرفة، مما أدى إلى مقتل الرئيس ورئيس وزرائه وثلاثة آخرين.

أفادت وكالة “إسنا” الإيرانية بأن الانفجار كان من تدبير “مجاهدي خلق”، التي اتهمتها بالوقوف وراء مجموعة من الحوادث الإرهابية في تلك الفترة. كانت هذه الحادثة جزءاً من سلسلة من الاضطرابات والتوترات التي شهدتها إيران في السنوات الأولى بعد الثورة، مما أسهم في تعقيد المشهد السياسي وزيادة التحديات التي تواجه الحكومة الثورية.

ولد رجائي في 15 يونيو/حزيران عام 1933 في مدينة قزوين وهو في الرابعة من عمره توفي والده ليعيش مع والدته وشقيقه الأكبر قبل أن تنتقل الأسرة إلى العاصمة طهران حيث عمل رجائي عاملا بسيطا.

وهو في السادسة عشر من عمره انضم رجائي إلى القوات الجوية الإيرانية ثم حصل بعد ذلك على دبلوم المعلم من كلية المعلمين في طهران وعمل لفترة كمعلم للرياضيات، وفقا لما ذكره موقع الموسوعة البريطانية “بريتانيكا”.

في عام 1960، انضم رجائي إلى حركة التحرير الإيرانية وكان معارضا لحكم الشاه محمد رضا بهلوي وسياساته التي اعتبر أنها تعمد إلى “تغريب” إيران، واعتُقل رجائي أكثر من مرة وقال إنه تعرض للتعذيب في سجون الشاه مما أدى إلى تشوه في قدمه.

وبعد قيام الثورة، أصبح رجائي عضوا بارزا في الحزب الجمهوري الإسلامي الذي يهيمن عليه رجال الدين ثم تولى منصب وزير التعليم.

وفي أغسطس/آب 1980، انتخب البرلمان رجائي رئيسا للوزراء ليصبح ثاني شخص يشغل المنصب في نظام ما بعد الثورة، وأنهى تعيين رجائي شغور المنصب الذي استمر 9 أشهر بعد استقالة مهدي بازركان.

دخل رجائي في صراع حول تشكيل الحكومة مع الرئيس أبو الحسن بني صدر الذي كان أول رئيس للبلاد بعد فوزه بأكثر من 75% من الأصوات في الانتخابات التي أجريت في يناير/كانون الثاني عام 1980.

وبني صدر الذي ثار ضد حكم الشاه كان حاضراً إلى جانب الخميني في منفاه بفرنسا وعاد لإيران كوجه مدني للثورة قبل أن تتصاعد خلافاته مع أقطابها ليصدر “مجلس الشورى الإسلامي” قراراً بإقالته في يونيو/حزيران 1981 ليعود إلى فرنسا مجددا.

وبعد إقالته، فاز رجائي في الانتخابات الرئاسية بنسبة تجاوزت 91% ليتولى المنصب في 2 أغسطس/آب 1981 ليتم اغتياله بعد أقل من شهر.

NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى