فن
أخر الأخبار

إعادة عرض فيلم "زهايمر": مبادرة إسعاد يونس تفتح أبواب الذكريات والتأملات

6039914

في خطوة فريدة من نوعها في السينما العربية، قررت المنتجة والفنانة القديرة إسعاد يونس إعادة عرض فيلم “زهايمر” احتفالاً بعيد ميلاد الزعيم عادل إمام. يعد هذا القرار بمثابة مبادرة جريئة، حيث يُعتبر “زهايمر” أحد الأفلام النادرة التي تحظى بشعبية واسعة وترتبط ارتباطًا وثيقًا بمسيرة الزعيم الفنية الطويلة.

تعتبر مبادرة إسعاد يونس بإعادة عرض الفيلم إلى الصالات بعد مرور 14 عامًا عن عرضه الأول فرصة فريدة للجمهور للاستمتاع من جديد بمغامرات شخصية محمود شعيب التي جسدها الزعيم ببراعة فنية لا مثيل لها. يأتي هذا القرار ليؤكد على أهمية الأعمال الفنية التي تحمل رسائل اجتماعية وإنسانية عميقة، وتتميز بمحتوى ثري وقيم فنية عالية.

يُعد فيلم “زهايمر” من الأعمال الفنية التي تتميز بروح الكوميديا الراقية، والتي تحمل في طياتها رسائل اجتماعية وإنسانية مؤثرة. يتميز الفيلم بجمالياته السينمائية والتمثيل الاستثنائي لعادل إمام الذي جسد دور الأب والجد بمهارة فنية عالية، مما جعله يتصدر قائمة الأفلام العربية الرائدة في هذا النوع.

تجدر الإشارة إلى أن إعادة عرض “زهايمر” ليست مجرد فرصة لإعادة تذكر الذكريات السينمائية الجميلة، بل تمثل أيضًا فرصة لتقدير الجهود الفنية والإبداعية التي بذلها كل من صناع الفيلم وأبطاله ومشاركيه. يظهر الفيلم الجمع بين أسماء كبيرة في عالم الفن، بما في ذلك الفنان الراحل سعيد صالح والفنان أحمد راتب والفنانة إسعاد يونس، إلى جانب النجوم الأصغر الذين قدموا أداءً متميزًا.

في النهاية، فإن مبادرة إسعاد يونس في إعادة عرض فيلم “زهايمر” تمثل خطوة هامة نحو إحياء التراث السينمائي العربي، وتعزيز تجربة المشاهدة السينمائية في العالم العربي. إنها خطوة تستحق التقدير والاحترام، وقد تفتح الباب أمام مبادرات مماثلة في المستقبل لإعادة إحياء أعمال سينمائية مميزة وقيمة.

استسلام

يستنجد محمود بولديه سامح (فتحي عبد الوهاب) وكريم (أحمد رزق) فيحضران برفقة الدكتور شاكر (هناء عبد الفتاح) ليؤكدوا له أنه مصاب بالمرض فعلاً وأن عدم الانتظام بتناول الأدوية يؤدي إلى نتائج سلبية، يقصد صديقه شافعي فيؤكد له أيضاً المعلومة. هنا يستسلم ويهمل نفسه وشكله ويدخل في مرحلة اللامبالاة، إلى أن يحصل ما لم يتوقعه أحد، وبشدة ذكائه يكتشف الحقيقة ويخطط للمرحلة التالية. طبعاً تتخلل هذه الأحداث مواقف كوميدية ظريفة مثل محاولاته المتكررة للهرب من الفيلا وكيف يعيده الحارس إلى غرفته، وينتقل الفيلم إلى مرحلة تطغى فيها الكوميديا على الدراما مع قرار محمود تعليم ولديه وزوجة ابنه نجلاء (رانيا يوسف) درساً وإعادة تربيتهما من جديد. يختفي محمود أسبوعين ثم يظهر من جديد قبل يوم من موعد جلسة للبت في قضية رفعها ولداه يطالبان فيها الحَجر على أبيهما، فمنحهما أثر من دليل على صحة ادعائهما بأنه ينسى وأن الزهايمر متمكن منه لكنه في المقابل يفاجئهما بسحب كل أمواله من البنك ما يعني عجزهما عن تسديد القرض الذي يهددهما به البنك والذي بسببه قد يدخلان السجن.

جمال في التصوير واختيار الأماكن والمناظر الطبيعية، واختيار المخرج عمرو عرفة للزوايا مهم جداً، مثل تصويره الأب محمود وهو يطل من فوق في الفيلا ناظراً إلى تحت حيث ولداه ضعيفان مهزومان.. الديكور جميل خصوصاً حين يفاجئ محمود حفيدته الوحيدة ملك بملء غرفتها في بيته بالبالونات والألعاب، ومشهد الختام بالخضرة والجد يحمل حفيدته فوق كتفيه غني بالمعاني والرمزية، حيث الأمل والمستقبل والأصالة وامتداد الحياة ومعنى وقيمة الموروث الحقيقي في التربية والأخلاق والرعاية لا بالمال، خطط محمود للانتقام من ولديه تمنحك مساحة جيدة للاستمتاع بالمقالب والضحك من القلب، موسيقى عمر خيرت إضافة مهمة للعمل وقادرة أن تنقل إلينا المشاعر عبر أثير النغمات.

لمسة وفاء

تحية تقدير لوفاء الفنانة إسعاد يونس، واختيارها فيلم «زهايمر» موفق ليس لأنه من إنتاجها فقط، بل لأنه فيلم لم يمر عليه الزمن ويصلح لكل وقت وزمن، ويقدم عادل إمام بعمق خبرته وموهبته وأفكاره وبراعته في اختيار المضمون والقصة وبتاريخه الغني بالنجاحات وقدرته بالملامح ولغة الجسد على قول ما تعجز عنه الكلمات.

تبدل الملامح

ملامح وجه عادل إمام في كل مرحلة من مراحل معركته مع ذاكرته ومع المحيطين به وإصراره على إنكار مرضه وسعيه للبحث عن دلائل تؤكد صحة ما يقول وأنه يتعرض لعملية نصب، يجب أن تُدرَّس، معبرة وناطقة بحوار كامل بلا حاجة لأي كلمة ولأي وصف؛ حقيقي بكل رد فعل وبكل موقف، يلمس المشاعر، تتعاطف معه، يبكيك أكثر من مرة، خصوصاً حين ينظر إلى صورة تجمعه بأقرب وأعز صديقين له عمر (سعيد صالح) وشافعي (أحمد راتب)، الصورة حقيقية تجمع هؤلاء النجوم في مناسبة ما، استخدمها المخرج لتمنحنا المزيد من الإحساس بصدق ما نشاهده؛ ولعل أكثر المشاهد روعة وتأثيراً، هي مشهد بكى فيه عادل إمام وهو ينظر لما آلت إليه أحوال صديقه عمر الذي يعاني الزهايمر من خلف سور دار لكبار السن، بكاء من القلب لا يمكنك إلا أن تشعر بعمق الألم الذي شعر به محمود شعيب، أوعادل إمام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى