بدوره، قال عضو مجلس حكماء وأعيان الزاوية حسين المغربي، إنه جرى التواصل مع الأطراف المتنازعة والاتفاق على وقف إطلاق النار، مؤكدًا أن المشاورات لازالت مستمرة لحل المسائل العالقة بين المليشيات المتناحرة.
وحول آثار الاشتباكات، قال المتحدث باسم جهاز الاسعاف والطوارئ أسامة علي، إن الجهاز تلقى بلاغات عن وفاة شخص وإصابة 6 آخرين حتى الآن جراء الاشتباكات المتواصلة بمدينة الزاوية، فيما أعلن الهلال الأحمر الليبي فرع الزاوية إخراج بعض العائلات العالقة في مناطق الاشتباكات التي تشهدها المدينة.
وطالب الهلال الأحمر الليبي في بيان عبر صفحته الرسمية بـ«فيسبوك»، الجميع بتقديم يد العون وتسهيل مهام عمل المتطوعين في فتح ممرات آمنة لخروج العالقين، فيما طالبت وزارة الصحة بحكومة الوحدة الوطنية إدارة الطوارئ الصحية والأجهزة التابعة للوزارة، والمراكز الطبية بالزاوية، وجهازي الإسعاف، وطب الطوارئ بتقديم تقارير حول مستجدات الأوضاع الصحية بمناطق الاشتباكات، واتخاذ الإجراءات اللازمة واتباع خطط الطوارئ، وتنفيذ عمليات إخلاء المواطنين العالقين، استجابة للأوضاع في مدينة الزاوية.
فماذا تعني تلك الاشتباكات المستمرة بين المليشيات لمستقبل ليبيا؟
يقول المحلل السياسي الليبي أيوب الأوجلي، في حديث لـ«العين الإخبارية»، إن هذا المشهد المتكرر بين المليشيات المسلحة يرسل باستمرار إشارات بانعدام الاستقرار في المدن والمناطق في غرب البلاد.
وأوضح المحلل الليبي، أن ذلك المشهد الذي وصفه بـ«المأساوي»، يضع الكثير من التساؤلات على حالة الاستقرار التي غابت عن الدولة منذ سنوات، مشيرًا إلى أن «وزارة الداخلية بحكومة الوحدة الوطنية، لا تستطيع السيطرة على المجموعات المسلحة وقادتها ولا حتى منتسبي هذه الجماعات الذين لا ينصاعون لأوامر أحد ولا يأتمرون إلا بأوامر الرصاص والقتل والانتقام»، على حد قوله.
وأشار إلى أن هذه الاشتباكات تعني أنه يجب توحيد السلطة التنفيذية، إذا ما أريد بليبيا أن تذهب نحو الاستقرار، «لكن ما تفرضه هذه الاشتباكات هو حتمية وضع خطة شاملة لمحاولة دمج هؤلاء في المؤسسات، وإخضاعهم لتهيئة نفسية؛ أولا».
الأمر نفسه، أشار إليه المحلل السياسي الليبي كامل المرعاش، الذي قال في حديث لـ«العين الإخبارية»، إن اشتباكات الزاوية وغلق معبر رأس أجدير الرابط بين ليبيا وتونس ما هي إلا أعراض ستتكرر في العاصمة وكل مدن الغرب الليبي، متهمًا دولا غربية بالوقوف وراءها، لـ«إبقاء ليبيا دولة فاشلة».
وتوقع المحلل الليبي، أنه لن يكون هناك استقرار في ليبيا، بوجود تلك المليشيات المسلحة، «التي لا يمكن تحييدها، في ظل دعم محلي ودولي لهم».
وحول إمكانية إجراء انتخابات في ظل تواجد تلك العناصر المسلحة، قال المحلل الليبي، إن ليبيا لن ترى أي انتخابات في وجود قوّي دولية لا تريد ذلك، محاولة الاعتماد على تلك المليشيات المسلحة لتحقيق مآربها.
وأكد أن «بوابة توحيد ليبيا تمر عبر قطع دابر أورام المليشيات، التي لن ينفع معها إلا مشرط الجراح، إلا أن هذا الأمر يحتاج إلى حركة عصيان مدني واسعة في كل مناطق البلاد، تجبر القوى الدولية على عدم التدخل، وتضع ليبيا على سكة الحياة وإعادة الاعتبار لسيادتها، وخياراتها الديمقراطية».