في مثل هذا اليوم من العام الماضي صدحت الأبواق وأطلقت المدافع الاحتفالية برا وبحرا بمناسبة أول تتويج لملك بريطاني منذ عام 1953.
لكن هذا العام أبى أن يمر مرور الكرام كسابقيه، فقد شهدت بريطانيا خلاله عدة أحداث كبرى مثل جراحة البطن التي خضعت لها أميرة ويلز ثم إعلان إصابتها بالسرطان. ثم كانت الفاجعة الكبرى بإعلان تشخيص إصابة الملك بمرض السرطان وخضوعه هو الآخر للعلاج.
اللافت في هذا العام أيضا، هو الخسارة التي مني بها حزب المحافظين برئاسة ريشي سوناك، لصالح حزب المحافظين في الانتخابات المحلية الأخيرة بعد نحو 14 عاما من الابتعاد عن السلطة.
هل يفعلها حزب العمال؟
ووفقا لتقرير أعدته وكالة أسوشيتدبرس، فقد تمكن حزب العمال من السيطرة على عدة مجالس في إنجلترا للمرة الأولى منذ عقود، ونجح في انتخابات تشريعية تكميلية خاصة، الأمر الذي يعني أن تكراره في الانتخابات التشريعية التي ستجرى خلال الأشهر المقبلة من شأنه أن يؤدي إلى واحدة من أكبر هزائم حزب المحافظين على الإطلاق.
وتمكن حزب العمال من السيطرة على مجالس منطقة بلاكبول ساوث شمال غربي إنجلترا والذي فاز به حزب المحافظين في الانتخابات العامة الأخيرة عام 2019، عندما حقق رئيس الوزراء آنذاك بوريس جونسون انتصارا كبيرا. وخلال هذه المنافسة، التي اندلعت بسبب استقالة أحد النواب المحافظين في أعقاب فضيحة ضغط سياسي، حصل كريس ويب من حزب العمال على 10825 صوتا، بزيادة 7607 أصوات عن خصمه المحافظ صاحب المركز الثاني.
وبحسب الوكالة، كانت النتائج السلبية الوحيدة التي مُني بها حزب العمال في بعض المناطق التي يقطنها عدد كبير من المسلمين، مثل أولدهام في شمال غربي إنجلترا، حيث عانى مرشحو الحزب بسبب موقف الزعيم كير ستارمر المؤيد بقوة لإسرائيل في حربها على غزة.
وتأتي أهمية النتائج الجزئية لانتخابات الخميس، بأنها سينظر إليها من منظور وطني مع اقتراب موعد الانتخابات العامة، وكيف يمكن لهذه النتائج أن تلقي بظلالها على السلطة السياسية ما يزيد الضغوط على رئيس الوزراء ريشي سوناك.
آلام العائلة المالكة:
مرض الملك تشارلز:
في 6 فبراير/شباط الماضي أعلن قصر باكنغهام في بيان إصابة الملك تشارلز الثالث بالسرطان، ودخوله مرحلة العلاج.
وأوضح القصر في بيانه أنه “خلال علاج الملك تشارلز الثالث من تضخم حميد في البروستاتا مؤخرا حددت الاختبارات التشخيصية اللاحقة إصابته بشكل من أشكال السرطان”.
ولم يذكر القصر أي تفاصيل عن السرطان الذي يعاني منه الملك تشارلز لكن مصدرا ملكيا قال إنه “ليس سرطان البروستاتا”.
وقبل أيام، ذكرت وسائل إعلام أن ملك بريطانيا يتعافى بعد دخوله أحد مستشفيات لندن قبل أيام، وخضوعه مؤخرا لعملية تصحيحية لتضخم البروستاتا.
إصابة كيت بالداء الخبيث:
لم تتوقف نكبات العائلة عند مرض الملك، بل امتدت لتشمل زوجة ابنه وولي عهده الأمير ويليام حيث تخضع أميرة ويلز كيت ميدلتون للعلاج الكيميائي الوقائي من السرطان، والذي وصفته بأنه صدمة كبيرة.
وأعلنت كيت أنها في المراحل الأولى من دورة العلاج الكيميائي الوقائي، فبعد أن أظهرت الاختبارات التي أجريت حين خضعت لعملية جراحية في البطن في 16 يناير/كانون الثاني أن حالتها غير سرطانية، لكن اختبارات ما بعد الجراحة وجدت أن هناك سرطاناً.
وقالت إن الجراحة كانت ناجحة، وإنها استغرقت وقتاً للتعافي من العملية الكبرى لبدء العلاج.
رب ضارة نافعة… ولكن
بعد الإعلان عن إصابة الملك تشارلز بالسرطان سافر نجله الأصغر الأمير هاري دوق ساسكس إلى لندن لرؤية والده، واعتقد الجميع أن تلك الزيارة ربما تكون بادرة للم الشمل، وهو ما ألمح إليه هاري عندما سُئل في مقابلة بثها برنامج “صباح الخير يا أمريكا”، عما إذا كان المرض قد يكون له “تأثير لم الشمل”، فأجاب: “نعم أنا متأكد من ذلك”. وأضاف: “حقيقة أنني تمكنت من ركوب الطائرة والذهاب لرؤيته وقضاء أي وقت معه… أنا ممتن لذلك”.
لكن الطعنة الغادرة التي وجهها هاري وزوجته ميغان في مقابلاته مع أوبرا وينفري وكتابه “البديل”، تركت في نفس شقيقه ويليام وزوجته كيت ميدلتون جراحا لم تندمل، ودفعت ولي العهد لرفض لقاء شقيقه الأصغر، وهو ما هدم أي مساعٍ للمصالحة.
aXA6IDJhMDI6NDc4MDo4OjgxMjowOjNiMGU6NWRlZDoxIA== جزيرة ام اند امز