غير مصنف

الجيش الإسرائيلي أمر سكان رفح بالانتقال إليها.. ما هي المواصي؟


“يا أهل غزة، جيش الدفاع يوسّع المنطقة الإنسانية في المواصي وفي الوقت نفسه، ندعو السكان الفلسطينيين من أحياء رفح الشرقية إلى الانتقال مؤقتًا باتجاه المنطقة الإنسانية الموسعة”.. نداء وجهه الجيش الإسرائيلي لأهالي رفح.

ومنطقة المواصي، التي أمر الجيش الإسرائيلي بالانتقال إليها، رغم ما أعلنه عن توسعات إنسانية فيها، سبق وأن حذرت وكالة غوث وتشغيل الفلسطينيين الأممية من أنها “غير صالحة للعيش” ما ينذر بكارثة إنسانية.

موقعها وطبيعتها

تقع المواصي على الشريط الساحلي للبحر المتوسط، وتبعد عن مدينة غزة نحو 28 كيلومتراً، وتمتد على مسافة 12 كم بعمق كيلومتر واحد، من دير البلح شمالاً، مروراً بخان يونس جنوباً، وحتى بدايات رفح أقصى الجنوب.

وتنقسم المواصي إلى منطقتين متصلتين جغرافياً، إحداهما تتبع محافظة خان يونس، في أقصى الجنوب الغربي من المحافظة، فيما تتبع الثانية رفح، وتقع بأقصى الشمال الغربي منها.

وتفتقر المواصي للبنى التحتية والشوارع المرصوفة وشبكات الصرف الصحي وخطوط الكهرباء وشبكات الاتصالات وغيرها، حيث تعدّ منطقة مفتوحة نسبيا وليست سكنية.

وتقسم أغلب أراضيها إلى صوب زراعية أو رملية، ويسكنها نحو 9000 نسمة يتعيشون من مهنتي الصيد والزراعة.

تفاصيل التوسعات

وكان الكولونيل نداف شوشاني، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، كشف في تصريحات سابقة، عن طبيعة التوسعات في “المنطقة الإنسانية الموسعة” في المواصي.

 وأكد، في تصريحات صحفية، أنها تضمنت “مستشفيات ميدانية وخياما وكميات متزايدة من الغذاء والماء والأدوية والإمدادات الإضافية”

وأضاف شوشاني، أن “جزءاً من توسيع المنطقة الإنسانية شمل إصلاح خط مياه محلي”، بحسب قوله.

أوامر الإخلاء

والإثنين، قال أفيخاي أدرعي، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، ‏إن “عملية الإجلاء أمر مركب لكنه ضروري للتأكد من عدم تعرضكم للنيران التي تطلقها حماس”، بحسب قوله.

وأضاف في تدوينة على “فيسبوك”: “فقط بالأمس شاهدنا دليلاً لوجود حماس في رفح، كونها تطلق القذائف الصاروخية من مكان مجاور لمعبر رفح وتستغل المناطق القريبة من مراكز الإيواء الإنسانية من أجل إطلاق القذائف باتجاه معبر كرم أبو سالم الذي تدخل منه المساعدات الإنسانية لأجلكم”.

“غير صالحة للعيش”

وكان مدير شؤون وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” في غزة، سكوت أندرسون، أكد أن “المنطقة الإنسانية الموسعة حديثًا في المواصي- حيث وجه الجيش الإسرائيلي آلاف الأشخاص من شرق مدينة رفح للإخلاء إليها- ليست مناسبة تمامًا للعيش”.

وقال في تصريحات نقلت “سي إن إن”: “إن الجانب الساحلي الغربي من قطاع غزة منطقة رملية فيها الكثير من الشواطئ، إنه ليس مكاناً مناسباً للناس ليقيموا خيامهم ويكونوا قادرين على المكوث ومحاولة العيش وتلبية احتياجاتهم الأساسية كل يوم”.

وتابع: “أعلم أنهم وسعوا المنطقة (الإنسانية) مؤخرا، ولكن الكثير منها (المنطقة) تقع في خان يونس، التي ما زلنا نحاول أن نجعلها تتعافى من عملية حدثت هناك، كان هناك الكثير من الدمار، والكثير من التأثير على المرافق، وحقا ما يفعلونه هو الانتقال من منطقة واحدة إلى أخرى من المفترض أن تكون أكثر أمانا”.

إلى أين نذهب؟

وأعرب المدنيون الفلسطينيون في رفح في جنوب قطاع غزة عن خوفهم الشديد، الإثنين، بعدما باشر الجيش الإسرائيلي المصر على شن هجوم كبير على مدينة رفح، “عملية محدودة النطاق” تهدف إلى إجلاء أكثر من 100 ألف شخص من شرق المدينة الواقعة عند الحدود مع مصر.

وقال أسامة الكحلوت من غرفة عمليات الطوارئ في جمعية الهلال الأحمر في غزة لوكالة فرانس برس: “فعلياً بدأت عملية النزوح على أرض الواقع ولكن بشكل محدود، بدأ المواطنون بالإخلاء بعد حالة من الرعب والذعر خاصة بعد الإعلان الرسمي عن المربعات المطلوب إخلاؤها والتي يتواجد فيها حاليًا 250 ألف نسمة”.

في المقابل، قدر الجيش الإسرائيلي عدد الأشخاص المعنيين بـ “نحو 100 ألف” شخص”، فيما يقيم نحو 1,2 مليون شخص غالبيتهم من النازحين في رفح راهنا، بحسب منظمة الصحة العالمية.

وبقيت مدينة رفح الواقعة في أقصى جنوب القطاع في منأى عن العمليات البرية الإسرائيلية التي بدأت في 27 أكتوبر/تشرين الأول في قطاع غزة. لكنها تتعرّض بشكل منتظم لغارات جوية وقصف مدفعي.

“لا خطة إنسانية موثوقة”

وأعربت المنظمات الإنسانية الدولية عن قلقها الشديد من احتمال اجتياح رفح.

وقالت بشرى خالدي مديرة المناصرة في منظمة أوكسفام في الأراضي الفلطسينية “من منطلق إنساني، ما من خطة إنسانية موثوقة في حال ووقع هجوم على رفح”.

وأكدت “لا يمكنني أن أفهم أن (هجوم) رفح سيحصل” سائلة “إلى أين سيذهب النازحون الفلطسينيون فيما محيطهم تحول إلى موت ودمار؟”.

واندلعت الحرب في قطاع غزة مع شن حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول هجوما غير مسبوق على جنوب إسرائيل أسفر عن مقتل أكثر من 1170 شخصا، معظمهم مدنيون، حسب تعداد لفرانس برس يستند إلى بيانات إسرائيلية رسمية.

وخطف أكثر من 250 شخصا ما زال 129 منهم محتجزين في غزة، توفّي 35 منهم وفق مسؤولين إسرائيليّين.

وردت إسرائيل متوعدة بـ”القضاء” على حماس، وهي تنفذ حملة قصف مدمرة وعمليات برية في قطاع غزة، ما تسبب بسقوط 34735 قتيلا غالبيتهم مدنيون، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس.

قصف إسرائيلي مكثف

وأعلن الدفاع المدني والهلال الأحمر في قطاع غزة، الإثنين، أن طائرات إسرائيلية قصفت منطقتين في رفح سبق أن طلب الجيش صباحا من السكان إخلائهما.

وقال مسؤول الإعلام في الدفاع المدني أحمد رضوان لوكالة فرانس برس إن المناطق المستهدفة “بالقرب من محيط مطار غزة الدولي ومنطقة الشوكة وأبو حلاوة ومنطقة شارع صلاح الدين وحي السلام”.

وأكد أسامة الكحلوت من غرفة طوارئ الهلال الأحمر الفلسطيني أن “القصف حاليا في المناطق الشرقية لمحافظة رفح”.

ولم يعلق الجيش الإسرائيلي فورا على القصف لكنه كان قد أمر في وقت سابق الأحد سكان حيي الشوكة والسلام بإخلائهما والانتقال إلى مناطق “آمنة”.

aXA6IDJhMDI6NDc4MDo4OjgxMjowOjNiMGU6NWRlZDoxIA== جزيرة ام اند امز NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى