الفصل الدراسي الثالث يشكل محطة حاسمة في العام الدراسي، إذ إن نتائجه تحكم عملية ترفيع الطلبة من صف إلى آخر ومن مرحلة إلى أخرى، ما يجعله يحظى باهتمام خاص من قبل الطلبة وأولياء الأمور، والكوادر التربوية والتدريسية في مختلف أنظمة التعليم في دولة الإمارات.
في وقت وصف خبراء الفصل الدراسي الثالث، بموسم الحصاد الذي يجني من خلاله الطلبة والمعلمون والإدارات المدرسية، ما غرسوه من معارف وعلوم في عقول الطلبة على مدار عام، لذا تتعامل معه منظومة التعليم بخصوصية واهتمام بالغ.
تربويون أكدوا جاهزيتهم للفصل الدراسي الثالث الذي يشكل أهم محطات العام الدراسي المعرفية، موضحين أن الالتزام بالانتهاء من الدروس المقررة أبرز الأولويات في هذا الفصل، لا سيما أنه الأقل في عدد أيام التمدرس، والأكثر أهمية للطلبة، إذ يعد السبيل إلى الانتقال لمرحلة معرفية جديدة أكثر تقدماً.
وأكد عدد من المعلمين أن الفصل الدراسي الثالث يتطلب جهوداً كبيرة وتركيزاً أكبر، لإنجاز المهام والواجبات المكلف بها كل معلم، لا سيما التي ترتبط بالمناهج الدراسية والانتهاء من المقرر والمراجعة لتأهيل المتعلمين لامتحانات نهاية العام.
ويرى أولياء أمور أن الأسر في الفصل الدراسي الثالث تستنفر أكثر من الفصلين الدراسيين السابقين، معتبرين أنه محطة حاسمة في الارتقاء برحلة تعليم الأبناء والانتقال من صف لآخر، ومن مرحلة لأخرى.
«الخليج» تناقش مع الميدان التربوي ما يمثله الفصل الدراسي الثالث الذي يبدأ، اليوم الاثنين، ويستمر لمدة 53 يوماً، ومدى جاهزية المدارس لاستقبال الطلبة والكوادر التعليمية، وتوزيع الخطة الدراسية.
محطات المعرفة
البداية كانت مع قراءة «الخليج» لتفاصيل البرنامج الزمني للفصل الدراسي الثالث الذي يعد آخر محطات الدراسة في العام الأكاديمي الجاري 2023-2024، إذ تستقبل مدارس الدولة الحكومية والخاصة الطلبة في جميع حلقات التعليم، والهيئات التدريسية والإدارية والفنية، اليوم الاثنين 15 إبريل، إيذاناً ببدء الفصل الدراسي الثالث، وتبلغ أيام التمدرس بحسب التقويم المدرسي المعتمد 53 يوماً.
ويتضمن الفصل الدراسي الثالث اختباراً تجريبياً خلال الفترة من 29 مايو المقبل إلى 4 يونيو (2024)، وفي الفترة ذاتها يخوض الطلبة امتحانات مواد المجموعة (B)، ثم يؤدون امتحانات نهاية الفصل الدراسي الثالث في الفترة من 5-14 يونيو المقبل.
بحسب مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي، تنعقد امتحانات الإعادة خلال الفترة 8-12 يوليو المقبل، على أن يتم تحليل نتائج اختبارات الإعادة في الفترة 13-15 يوليو.
ترفيع الطلبة
في وقفة مع الخبيرة التربوية آمنة المازمي، أكدت أهمية الفصل الدراسي الثالث، إذ يشكل محور ترفيع الطلبة من مرحلة دراسية لأخرى، ومن صف إلى آخر، موضحة أن الجميع في مهمة رسمية لإنجاز المهام والواجبات في ما تبقى من هذا العام الأكاديمي.
وفي حديثها عن التحديات، أكدت أن التحدي الأكبر من نصيب المعلمين، إذ يقع على عاتقهم إنجاز مهام كثيرة أبرزها الانتهاء من تدريس المقررات في الفصل الثالث، والالتزام بالفارق الزمني بين الامتحانات وأيام التمدرس لتأهيل الطلبة على كيفية التعامل مع الأسئلة الامتحانية بوقت كافٍ.
مسؤوليات وواجبات
وأفادت بأن أهمية هذا الفصل، أفرزت مسؤوليات وواجبات كثيرة لعناصر العملية التعليمية، ومن الأفضل أن يلتزم الجميع بما أسند إليهم من مهام وواجبات من أجل الأبناء الذين يعتبرون المحور الرئيسي للعملية التعليمية، والهدف الأساسي الذي وجدت من أجله منظومة العلم.
وأكدت ضرورة توفير بيئة تعليمية إيجابية لتكون قاعة الدرس مكاناً آمناً وداعماً، حيث يشعر الطلاب بالراحة والاستماع، ويمكن تحقيق ذلك من خلال تشجيع التفاعل والمشاركة النشطة، فضلاً عن تنظيم الوقت والمهام وفق جدول زمني واضح للمواضيع والمهام، يساعد ذلك الطلاب على التخطيط وإدارة وقتهم بشكل أفضل.
إنجاز المهام
من جانبهم أكد عدد من مديري المدارس الحكومية والخاصة ل«الخليج» جاهزية إدارتهم لاستقبال المعلمين والإداريين والفنيين والطلبة في مختلف حلقات التعليم، وفقاً للمستجدات وتوجيهات الجهات المعنية بالتعليم في الدولة.
وأكد كل من الدكتور فارس الجبور، وسلمى عيد، ووليد فؤاد لافي، جاهزية مدارسهم للفصل الدراسي الثالث، مشيرين إلى أن هناك خطة دراسية محكمة تساعد المعلمين على إنجاز مهام تدريس المقررات والانتهاء منها قبل امتحانات نهاية العام بوقت كافٍ، فضلاً عن خطة ممنهجة لمراجعة وتمكين الطلبة من التعامل مع الأسئلة الامتحانية.
فرق متخصصة
وأفادوا بأنه تم تشكيل فرق متخصصة لمعالجة أي خلل قد يحدث خلال الفصل الثالث، وتذليل جميع المعوقات التي قد تواجه الطلبة، مؤكدين أن هذا الفصل يعد الأقل في عدد أيام التمدرس، وفي الغالب ترفع المدارس درجة الاستعداد لتمكين كوادرها من إنجاز المهام المنوطة بهم، سواء على المستوى الإداري أو التدريسي.
وقالوا إن العملية الامتحانية لنهاية العام محاطة بحزمة ضوابط متكاملة تحقق الانضباط في اللجان وتضمن سلامة الامتحانات، ما يخفف الأعباء على الإدارات المدرسية في هذا الجانب، مشيرين إلى أن الإدارات بمختلف كوادرها، استكملت جاهزيتها لآخر محطات العام الدراسي الجاري وإنجاز المهام بنجاح.
الجانب الأكبر
وفي لقاء عدد من المعلمين والمعلمات، أكد كل من حنان شرف، ووفاء الباشا، وصبري عبد الله، وميثاء آل علي، أن الفصل الدراسي الثالث يعد مرحلة مهمة في رحلة الطلاب العلمية، ونقطة انطلاق نحو مرحلة جديدة من التعلم والتطور، ففي هذا الفصل، يتعلم الطلاب المزيد من المفاهيم والمهارات، ويستعدون للمراحل اللاحقة في مسيرتهم التعليمية، ولتحقيق النجاح في هذا الفصل ينبغي أن نتبنى استراتيجيات فعالة ترتقي بمستويات المتعلمين.
وقالوا إن الفصل الثالث الأكثر أهمية على مدار العام الدراسي، إذ يحدد اتجاهات ترفيع الطلبة في جميع المراحل، موضحين أن المعلمين يتحملون الجانب الأكبر من المسؤولية والمهام والالتزامات في هذا الفصل، إذ يقع على عاتقهم الانتهاء من المقررات مبكراً، وتدريب الطلبة على التعامل مع الامتحانات النهائية بكفاءة عالية من خلال نماذج متنوعة تحاكي المستجدات.
خصوصية كبيرة
وأفادوا بأن التعامل مع هذا الفصل له خصوصية كبيرة في كل عام، إذ ينبغي أن يكون هناك خطتين متوازيتين يعملان سوياً، الأولى تحاكي توزيع الدروس المقررة وتقديمها للطلبة بحسب كل مرحلة وفي برمجة زمنية ممنهجة ومدروسة، والثانية تركز على الاستعداد لامتحانات نهاية العام وإعداد الطلبة للتعاطي مع الأسئلة الامتحانية بمهارة وكفاءة، إضافة إلى عمليات المراقبة والتصحيح والرصد والمراجعة النهائية للأوراق الامتحانية.
وقالوا إن هناك مرتكزات يركز عليها المعلمون خلال هذا الفصل، أبرزها التفاعل مع الطلاب بشكل فردي، والتواصل مع كل طالب على حدة، والاستماع إلى احتياجاتهم وتحدياتهم وتقديم الدعم اللازم، فضلاً عن استخدام تقنيات تعليمية متنوعة تقدم المعلومات والمعارف بأساليب مختلفة لتناسب احتياجات الطلاب المتنوعة.
تحقيق النجاح
في وقفة مع عدد من أولياء الأمور، أكد كل من إيهاب زيادة، ومحمود حسين، وعلياء الشامي، وسميحة آل علي، أن الفصل الدراسي الثالث والأخير يعتبر فرصة لتحقيق نجاح وتطور الأبناء، وينبغي أن يستفاد من الأبناء بشكل أمثل لإتمام إحدى أهم المحطات في رحلتهم التعليمية.
وقالوا إن تركيز الأسر في هذا الفصل يكمن في تشجيع الأبناء على التعاون والعمل الجماعي، وتنظيم الأنشطة التعاونية مع زملائهم لتبادل الأفكار والمكتسبات، فضلاً عن ضرورة التواصل الدائم مع المدرسة، والحرص على حضور الاجتماعات المدرسية والمشاركة في الأنشطة المدرسية، ومتابعة الأبناء، ليكون ولي الأمور على اطلاع دائم بمدى تقدم الأبناء في مختلف المواد الدراسية.
وأفادوا بأن الوالدين يقع على عاتقهما حث الأبناء على الاستمرار في المثابرة والتفوق، ومراقبة حضورهم وغيابهم، ما يساعد على تحقيق الانتظام الدراسي لهم، فضلاً عن التحفيز للمذاكرة والاستعداد للامتحانات، اللذين يساعدان الأبناء في التحضير للامتحانات.